تحذير طبي من نشر وتجفيف ملابسك داخل المنزل
عندما تأتي الشتاء ببرودتها تواجه كثير من السيدات صعوبة في نشر الملابس خارج المنزل بالشكل الطبيعي المعتادون عليه، إما بسبب الأمطار أو في بعض الدول يكون السبب هو سقوط الثلج. كما أن مشكلة نشر الملابس في الخارج تواجه من يقطنون الناطحات السحابية في بعض الدول لأنه ليس هناك منافذ لنشر الملابس فيها.
وأياً كان السبب فلا يوجد حلاً لهؤلاء سوى استخدام مجفف الملابس أو نشر الملابس داخل المنزل إذا كانت الإمكانيات محدودة، ومن يتبع الأسلوب الأخير فهو لا يعلم بأنه يرتكب خطأ لأن نشر الملابس في الداخل يجعل المنزل أكثر رطوبة وهي البيئة المثالية لتكاثر الفطريات والبكتيريا الضارة.
وأراد علماء من بريطانيا التعمق في هذه المشكلة، وقاموا بعمل دراسة ووجدوا السيناريو التالي والذي يُسبب مشاكل في الجهاز التنفسي: عندما نقوم بنشر الملابس بداخل المنزل يصبح الهواء أكثر رطوبة، فقد تصل كمية المياه التي تدخل الهواء إلى 2 لتر، وهذا يعني زيادة الرطوبة بنسبة 30 ٪، وبالتالي تكون هذه بيئة مناسبة لتراكم الجراثيم والفطريات، وهذا ما يُسبب عدم الراحة في الجهاز التنفسي والعدوى وكذلك صعوبة في التنفس عند دخول غرفة مليئة بالملابس المبتلة.
رأي الأطباء بخصوص هذا الأمر:
يقول البروفيسور دينينج بصدد هذا الموضوع: “معظمنا إما محصن ضد الفطريات التي تنمو في هذه الظروف الرطبة، أو لديه نظام مناعي يستطيع مكافحة هذه العدوى مثلاً. ولكن في حالة المصابين بالربو، فهذه البيئة قد تجعلهم يصابوا بالسعال وضيق النفس بالتأكيد.
أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السړطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي ومرضى الإيدز والأشخاص المصاپون بمرض المناعة التلقائي، فهذه الفطريات المنتشرة في الجو قد تُسبب لهم داء الرشاشيات الرئوي (وهي حالة تتمثل بفرط تحسس الجهاز المناعي لفطر الرشاشية، وتشمل أعراضه الكحة، والصفير (الأزيز)، وارتفاع الحرارة، والشعور بالتعب العام)، وفي بعض الأحيان قد تُسبب أضرار في الرئتين والجيوب الأنفية. “
قصة حدثت بالفعل نرويها لكم:
عانى أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 43 عاماً من عدوى رئوية خطېرة، فهو لديه تاريخ مرضي قديم، فهو يعاني من الربو كما أنه عانى من السل في عام 1997، هذا ما ترك رئتاه مُعرضة لأي خطړ، ويقول بأنه استطاع التعافي من المشاكل والأعراض الخطېرة من خلال إتباع الأدوية الموصوفة للعدوى الفطرية ولكن السعال قد استمر كما أنه كان يتعرق بشكل غير عادي أثناء الليل، ولحُسن الحظ اكتشف أخيراً المشكلة التي كانت السبب في تمادي هذه الأعراض وكانت أنه يُجفف الملابس على المُبرّد، وبعد وقف هذه العادة وبعد 12 شهر لاحظ تحسناً كبيراً في صحته.
ما العمل إذن في هذه الحالة؟
يُقدم لنا البروفيسور ديننج نصيحة مفادها أنه يمكننا تجفيف الملابس في مكان داخل المنزل ولكن جيد التهوية أو استخدم مجفف الملابس إذا سنحت الفرصة، ولكن إذا كنت تنوي تجفيف الملابس في مكان داخلي فيُراعي أن يكون المكان جيد التهوية وبعيداً عن غرفة المعيشة أو غرف النوم، كما يجب مراعاة أن تُفتح النوافذ للسماح بتدفق الهواء إلى الغرفة التي توجد فيها الملابس المبللة، فهذه الخطوات البسيطة سوف تجنبك الكثير من المشاكل.