صحة تتسبب أبراج الهاتف الموجودة حولنا في الإصابة بالسړطان
دعونا نفهم الموضوع قليلاً لنُكوّن معرفة مبنية على الفيزياء الكهرومغناطيسية بصورة مبسطة حتى نستطيع التفرقة بين ما هو ضار ومؤذٍ لصحتنا وما هو طبيعي ويمكن التعايش معه. بادئ ذي بدء يجب تصنيف الأنواع السبعة من الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى فئتين بناءً على طاقاتهما الأول: الإشعاع المؤين والثاني الإشعاع غير المؤين.
♦ الإشعاع المؤين: وهو يعني الأطياف عالية التردد للإشعاع الكهرومغناطيسي، والتي تشمل الأشعة فوق البنفسجية عالية التردد، والأشعة السينية وأشعة جاما (بقايا آثار نووية)، ويجب التنويه على أن التعرض لفترة طويلة لهذه الإنبعاثات يمكن أن يسبب طفرة خلوية، والتي قد تتطور إلى أنواع مختلفة من السړطان، فكما هو واضح من الاسم، تميل هذه الإشعاعات إلى تأين وزعزعة استقرار الجزيئات، فهذه الموجات عالية التردد نشطة للغاية ولذلك يمكنها أن تتفاعل مع المادة كما لو أنها جزيئات فردية وتُشتِتها وتطرح بجزئياتها خارج هيكلها المستقر، فالتعرض إلى مثل هذا الإشعاع النشط يؤدي إلى تعطيل بنية الحمض النووي، وهو أحد الأسباب الرئيسية للسړطان وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
♦ الإشعاع غير المؤين: يمثل هذا الإشعاع تردد منخفض للإشعاع الكهرومغناطيسي، وهو عبارة عن موجات الراديو وأفران الميكروويف والأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي، وهي تنتقل بطاقات منخفضة للغاية نتيجة انخفاض ترددها، مما يجعلها غير قابلة للتأين وبالتالي فهي غير قادرة على ضړب الجسيمات بعيداً عن الهياكل الجزيئية المستقرة، وتجدر الإشارة إلى أن موجات التردد المنخفض لا يتم تنشيطها بما يكفي لتعطيل جزيئات DNA وهذا يعني أن موجات الراديو التي تنبعث باستمرار من أبراج الهاتف غير ضارة بالشكل الذي كنا نتوقعه.
خلاصة القول هل أبراج الهاتف مسرطنة أم لا؟
نود أن ننوه أن أبراج الهاتف ليست هي الشيء الوحيد الذي يجب أن نكون قلقين بشأنه، فالهواتف المحمولة وأجهزة الراوتر تصدر موجات تشبه الأبراج نفسها ولكنها مصغرة، وهي الأقرب لنا، كما أن أفران الميكروويف تولد إشاعات غير مؤينة وبالتالي غير ضارة، ولكن عندما تكون مركزة فهذا يجعلها تستطيع اختراق الجلد وبالتالي حړق الأنسجة.
ولنكن صريحين لا توجد أدلة حتى الآن عن صحة خطۏرة أبراج الهاتف من عدمه، ولكن تميل الآراء نحو أن هذه الأبراج لا تمثل أي ټهديد على الأشخاص لعدة أسباب منها:
أولاً: يتم تثبيت الهوائيات بشكل عام على المباني العالية أو أعلى الأبراج، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة للإشعاع المنبعث عند نزوله نحو الأرض، أما على مستوى الأرض، فيكون البث أقل 1000 مرة من حدود الإرسال الآمن الذي حددته لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، أي بعبارة أخرى، الضرر بعيد الاحتمال.
ثانياً: لا تنتقل الإشارات باستمرار، ولكن بدلاً من ذلك تنتقل بشكل متقطع.
ومع ذلك، هل قد يؤثر الإشعاع على الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من هذه الأبراج، مثل الأشخاص الذين يعيشون في نفس المبنى الذي يوضع البرج فوقه أو سكان المباني التي تصطف أبراجها على النوافذ في مبنى أقصر، الجواب لا يزال “لا”، إن الحواجز الإسمنتية والخشبية وغيرها من العوائق تضعف الإشارات، وبالتالي تردع أي كميات كبيرة من الإشعاعات الضارة المحتملة.