علاقة القلق بالجهاز الهضمي
نعرف جميعاً أنه علاقة القلق بالجهاز الهضمي هي علاقة مرصودة ومعروفة، ومن الشائع أن القلق غالباً ما ينتج عن اضطراب عقلي، ولكن هل تتخيل أنه قد يكون ناجماً نتيجة أجهزة أخرى بالجسم؟! ففي الواقع كشفت الأبحاث التي أُجريت مؤخراً عن وجود علاقة بين القلق والجهاز الهضمي وبالتحديد (بجامعة نيويورك، 2018)، والجهاز الهضمي هنا يشمل الفم والمريء والمعدة والبنكرياس والكبد والمرارة والأمعاء الدقيقة والقولون والمستقيم!! الهضمية، فلنتعمق في الأمر أكثر ولنتعرف على ماهية العلاقة بالضبط التي تحكم الأمعاء والدماغ!
آلية التواصل بين الأمعاء والدماغ وتأثيرها في علاقة القلق بالجهاز الهضمي
تتواصل القناة الهضمية والدماغ عن طريق إرسال الإشارات ذهاباً وإياباً من خلال الأعصاب والهرمونات، وهذا الاتصال هدفه هو تنظيم الاستهلاك الغذائي من خلال معرفة متى يجب أن تأكل وما هي الكمية! وهناك أيضاً عامل نفسي، حيث أن الأمعاء بمجرد شعورها بضغوطٍ ما سرعان ما تُبلغ الدماغ، وكذلك الدماغ تفعل الشيء ذاته.
الهرمونات في أمعائك تتحكم في مزاجك!!!
تنتج المعدة حوالي 90% من هرمون السيروتونين بالجسم (وهو هرمون مسئول عن تنظيم الحالة المزاجية والعواطف) بالإضافة إلى جميع النهايات العصبية الموجودة في الأمعاء (وفقاً لجامعة نيويورك، 2018). ولهذا السبب، يكون للضغط والقلق والتوتر تأثير سلبي على جهازنا الهضمي- غالباً ما يتمثل في الشعور بالانتفاخ، أو الحړقان، أو تغيرات في الوزن أو ربما الإصابة بأعراض متلازمة القولون العصبي.
علاقة بكتيريا الأمعاء بالقلق
وهل يوجد علاقة بالفعل؟! الإجابة هي نعم حيث وجد بعض الباحثين في جامعة كورك (أيرلندا) أن بعض الجينات المسئولة عن ترميز البروتينات (والمعروفة باسم منظمات الجينات) تلعب دوراً أساسياً في أمراض القلق وهي تتأثر كذلك بمستويات البكتيريا في الأمعاء وهذا وفقاً لدراسة (Power of Positivity، 2009-2015)، ومن نتائج هذه الدراسة أيضاً أن افتقار الجين microRNA (الرنا الميكروي أو ميكرو آر أن إيه وهو مسئول عن ضبط التعبير الجيني) لدى الفئران قد تسبب في ارتفاع مستوى القلق، وبالتحديد الفئران التي تفتقر إلى بكتيريا الأمعاء السليمة وأنه بمجرد حقن هذا الجين للفئران فلقد لوحظ تخفيف أعراض القلق السابقة، ولتنظيم ال RNA الميكروي كان من الضروري أن يكون هناك توازن في البكتيريا الأمعاء السليمة.