تعبير عن التعاون وثماره

من أكثر الأمور الدنيوية التي حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم هو التعاون الذي ذكره في أكثر من موضع،
وهو ما يعكس أهمية هذه الصفة بالتحديد في تدعيم العلاقات بين أفراد المجتمع، فقد جاء في أكثر من آية قرآنية
ما يحثنا على التعاون، وفي الآية الكريمة يقول الله عز وجل “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

كما جاء في آية أخرى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، وهذه الآيات تدل على أن التعاون هو أمر إلهي، له
فيه حكمة عظيمة أراد بها التواصل بين الناس وتخفيف الجهد عنهم، وقد أكدت الآيات على أن من ثمار التعاون
بلا شك هو القوة التي لا يمكن أن تتحقق للإنسان بمفرده، ولكن بالاتحاد مع الآخرين.

جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تدل على أهمية التعاون، فقد قال عليه الصلاة

والسلام “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض”.

الثمار التي يجنيها التعاون في المجتمع

عندما الحديث عن موضوع تعبير عن التعاون، فلا بد لنا أن نشير إلى تلك الثمار الطيبة التي يجنيها الفرد بالتعاون
مع أقرانه، فالعمل الجماعي يعطي الشعور بالألفة مع الزملاء سواء في العمل أو الدراسة، ويمنح الإنسان طاقة

أكبر للإنجاز والرغبة في الأداء بأفضل ما يملك من مهارات.
كما يدعم التعاون روح التنافس وحب المبارزة مما يدفع الإنسان إلى التطور والتقدم في مهاراته وحياته العملية
أو الدراسية بصفة عامة، ومن أهم ثمار التعاون أيضا، أنه يعطي الفرصة على تبادل الأفكار واقتراح المزيد من
الفكر التي تصب في النهاية في مصلحة العمل وتجعله ينتج بشكل أفضل مما لو كان القائم عليه شخص واحد.

شعور الأشخاص بأن ما قاموا بالتعاون و لم يكن عبئا عليهم، وأنه لم يأخذ أيضا الكثير من الوقت أو الجهد، يعطيهم الحافز للإنتاج والعمل أكثر من ذي قبل، فإنه بطبيعة الحال كلما كان العمل الواحد موزع على أكثر من شخص كلما كان إنجازه أسرع وأفضل.

القوة في التعاون – يد الله مع الجماعة  

لا شك أن العمل في مجموعات أفضل بكثير من عمل الشخص منفردا، وقد جاء في الحديث الشريف “يد الله مع الجماعة”، ليبين الحديث فضل الاتحاد والتعاون الذي يباركه الله بفضله، وما أجمل من أن تكون يد الله مع أيدينا ليتم إنجاز العمل بأروع ما يكون الإنجاز، فهل أفضل من أن تبارك يد الله أعمالنا في الخير، والتعاون لا يعمل فقط على نجاح الأفراد.

عندما نتحدث في موضوع تعبير عن التعاون فيجب الإشارة إلى أهمية التعاون في بناء الأوطان، فـ التعاون
لا يبني فقط أفراد أو مؤسسات، بل يبني أوطان،  وكلما كان هناك تعاون بين الأفراد في المؤسسة الواحدة
انعكس هذا على تطوير المجتمع ككل في كل المجالات سواء في المجال الطبي أو التعليمي، أو في مؤسسات وهيئات الدولة المختلفة، وبالتالي النهوض بالوطن والوصول به إلى أعلى الدرجات.