تعبير عن الوطن وواجب كل فرد في الحفاظ عليه

الوطن هو المكان الذي ينشأ ويتربى فيه الإنسان ويترعرع ويكبر، وتكبر فيه ذكرياته ويكون فيه الأصدقاء،
كذلك يصنع فيه مع كل موقف ذكرى كبيرة بوجدانه لا يمكن أن يمحوها الزمن مهما سافر وانتقل إلى أماكن أخرى، يظل الوطن في وجدانه،
فالوطن هو الشعور بالانتماء إلى أرضه التي نشأ فيها وأكل من خيراتها، وتعلم في مدارسها.

 

كما يشعر الشخص دائما عندما يغترب عن وطنه بالحنين والألم لفراقه، والوطن ليس فقط الأرض التي عاش عليها،
بل هو الأهل والأصدقاء والجيران، والمدرسين، وهو العادات والتقاليد التي تربى عليها ونشأ عليها وسط أخوانه وأصدقائه.

حماية الوطن والدفاع عن واجب مقدس

الوطن هو وسام فخر واعتزاز على صدر كل مواطن، فإذا أصاب الوطن مكروها أو اعتدى عليه معتد لا خيار أمامنا،
إلا أن نهب للدفاع عن وطننا وحمايته من أي سوء يلم به أم من أي عدو يريد به شرًا، شباب الوطن هم حماته،
فلا يتردد الجميع في الوقوف عصبة كرجل واحد أمام أي اعتداء على الوطن سواء من الداخل أو من الخارج.
يعمل الجميع على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، سواء من الشرطة والجيش، أو من المدنيين المحبين لوطنهم،
والذين لا يترددون لثواني في بذل أنفسهم وأموالهم للدفاع عن تراب الوطن الغالي بكل ما هو نفيس.

وقد كتب الكثير من الكتاب والأدباء في موضوع تعبير عن الوطن كما تغنى الشعراء على مر العصور في القصائد الشعرية الوطنية عن حب الوطن والواجب الوطني وافتداء الناس لأوطانهم بكل ما هو غال ونفيس، حتى بأرواحهم.

وليس أجمل مما كتب الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي في حب مصر عندما قال “وطني إن شغلت بالخلد عنه،
نازعتني إليه في الخلد نفسي”، كما كتب الشاعر محمود سامي البارودي في حنينه لوطنه مصر عندما تم نفيه خارج البلاد
“مهما تباعد كل في مسالكه ووجهك العذب يا غيداء أوحشني”، والكثير الكثير من القصائد والأبيات التي كتبت في حب مصر. 

ولا أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في حبه الشديد لوطنه مكة التي ولد وتربى فيها وسط أهله ونشر دعوة الإسلام فيها،
وأتى الكفار من أهل مكة وأجبروه على الخروج منها، فقال قولته الشهيرة “لأنت خير بقاع الأرض إلىّ يامكة،
ولولا أن أهلك قد أخرجوني منها ما خرجت”.

ونذكر في  موضوع تعبير عن الوطن، مصرنا الحبيبة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم أكثر من مرة،
ليؤكد لنا ذلك على قدسيتها ومكانتها العظيمة على مر العصور، فهي مهد الأديان وموطن الأنبياء،وكم من نبي نشر رسالته النبوية فيها،

وكم من نبي كان له فيها الكثير من القصص التي ذكرها لنا القرآن الكريم.

فقد هاجر إليها سيدنا إبراهيم إلى مصر عندما آذاه أهله وتزوج منها السيدة هاجر ونشر دعوته لله تعالى،
كما كان لسيدنا موسى الكثير من القصص النبوي التي ذكرها القرآن عن رسالته في مصر وأحداثها الطويلة مع فرعون مصر،
وسيدنا يوسف الذي أصبح عزيز مصر ونشر دعوته في سبيل الله فيها.

ولا تكفينا الكلمات إذا كتبنا موضوع تعبير عن الوطن لمصرنا الحبيبة التي قال الله تعالى في كتابه العزيز
“ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، وقد حث سبحانه على الحرص على الأمن والأمان لمصر وأهلها وألا يدخلها معتد يريد بأهلها سوءا أبدًا.

حقوق الوطن على أبنائه

إذا أردنا كتابة موضوع تعبير عن الوطن فعلينا في البداية أن نتحدث عن حقوق الوطن على أبنائه، فالوطن هو الذي أعطاهم الكثير والكثير الذي لا يمكن وصفه وحصره، وإذا تحدثنا عما قدم لنا الوطن فلن ينتهي الكلام، فأول ما أعطانا هو الشعور بالأمن والأمان،
كما منحنا التعليم المجاني الذي خرجنا منه رجال ونساء منهم مهندسون وأطباء وغيرهم من الفئات التي نفعت المجتمع.
لذلك يجب علينا جميعا أن نعمل بجد واجتهاد وإخلاص حتى نعمل على رفعة الوطن وتطويره ونبذل كل ما في وسعنا لجعله في ركاب الدول المتقدمة، وأن يؤدي كل في موقعه عمله بما يرضي الله، لذلك فإن علينا أن نعطي لوطننا حقوقه علينا وأن نفتديه بأرواحنا وبكل ما نملك،

وعلينا أيضًا أن نحافظ على المرافق التي توفرها الدولة، بالإضافة إلى المساعدة في حماية أمن الوطن وعدم مساعدة المخربين وأعداء الوطن في النيل منه، وعدم نشر الشائعات التي من شأنها أن تزعزع ثقة الأفراد في وطنهم أو تقلل من انتمائهم إليه.

حقوق المواطنين على أوطانهم

وفي موضوع تعبير عن الوطن يمكننا أيضا القول أنه كما أن للوطن حق على أبنائه فمن حق المواطنين أيضا
أن يشعروا أن بلدهم يحتويهم ويعطيهم ما يتأملون منه،
وأن يشعر الشباب أن مستقبلهم في هذا الوطن مشرق بهيج، فعلى الدولة توفير فرص العمل للشباب حتى يستطيع أن ينفع وطنه ويرد حقه عليه

كما أن الدولة يجب عليها توفير وسائل العلاج المجاني للمواطنين الغير قادرين على العلاج الخاص،
وتوفير العلاج وتطوير مجال الصحة بما يشمله من مستشفيات وعيادات، كما يجب توفير الأدوية الغير متوفرة خاصة لمرضى الأمراض المزمنة والخطېرة، كذلك من حق المواطن أن يحصل على المرافق والخدمات المتطورة في الدولة بالشكل الآدمي. 

ولا شك أنه كلما شعر الفرد أنه يحصل على حقوقه في وطنه فهذا الشعور يعزز بالتأكيد حبه لوطنه ويزيد من الانتماء والتقدير لبلده،
والذي يجعله يشعر بالفارق بينه وبين الغربة مهما كانت أفضل من ناحية المستوى الاجتماعي والمادي.

عندما نتحدث عن موضوع تعبير عن الوطن فإنه يجب علينا أن نوضح الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة في سبيل تطوير المجتمع وتحسين سبل المعيشة فيه، فهناك العديد من المشروعات الضخمة التي تحرص الدولة على القيام بها سواء في مجال الصحة أو التعليم أو الطرق في محاولة للوصول بوطننا إلى التقدم المرغوب.

موضوع تعبير عن الوطن شامل ومتعدد الجوانب، ذكرنا القليل من المعلومات عنه،
وعن كل ما يتعلق بحب الوطن ودور المواطنين والدولة في النهوض به.