الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اكتشف أي من جزئي مخك يسيطر على حياتك

موقع أيام نيوز

فقط انظر إلى الصورة وأمعن النظر فيها جيداً لتكتشف ما هو الجانب المُسيطر في مخك الأيمن أم الأيسر!!

الحذاء ذو الألوان المتغيرة

 

والآن أخبرنا هل رأيت لون الحذاء الموجود بالصورة (تركواز ورصاصي) أم (وردي وأبيض)؟!! قبل تفسير رؤيتك لهذه الألوان دعنا نخبرك:

قصة الصورة التي تُكشف الجانب المهيمن من المخ ⇓

بدأت هذه القصة عندما قام شاب بنشر صورة ليُشارك الجميع اندهاشه، فلقد رأى لون هذا الحذاء تركواز ورصاصي، بينما رأى أصدقائه أن لونه أبيض ووردي، وهنا اندهش الجميع ولم يستطيعوا تفسير الأمر! وقد انتشرت هذه الصورة انتشار الڼار في الهشيم، ليظهر تفسير هيمنة أحد فصوص المخ على الآخر وكان مفاده:

من يرى مزيج اللونين التركواز والړصاصي: فهو شخص يُهيمن على تفكيره الفص الأيسر من الدماغ، وأكثر ما يُميز خصال هؤلاء الأشخاص أنهم أكثر عقلانية ومنطقية في تفكيرهم، فهو يعتمدون على الأرقام والتحليلات واللغة أكثر عند تفكيرهم وحديثهم.

ومن يرى مزيج اللونين الوردي والأبيض: فهم أشخاص يُهيمن عليهم فص الدماغ الأيمن أكثر، وأولئك هم أكثر إبداعاً، نظراً لأن مناطق المخ التي تتعامل مع التعبير والذكاء العاطفي والخيال موجودة بالجانب الأيمن!

 

أياً كان السبب في اختلاف رؤيتنا لألوان هذا الحذاء، فدعونا نستعرض الآتي:

التفسير العلمي حول نظرية فصي المخ

نصفي المخ

 

اضطر الجراحون في بعض حالات الصرع الحادة، والتي لم يكن لها علاج بالأدوية العادية، أن يقوموا بقطع مسارات الحزم العصبية التي تصل ما بين النقاط المتقابلة في نصفي المخ لوقف انتقال نوبات الصرع من أحد النصفين إلى النصف الآخر، وتُسمى بعمليات شق المخ، وبالتالي عدم انتشار تلك النوبات في أجزاء المخ الأخرى كمحاولة أخيرة للسيطرة على حالات الصرع الحادة.

ولكن لوحظ أنه بعد الخضوع للجراحة والإفاقة، أن المرضى لم يتغير في سلوكهم أي شيء، بل وعادوا إلى ممارسة أنشطتهم اليومية بطريقة طبيعية!

وحتى تلك اللحظة لم يتطرق أحد لنظرية اختلاف نصفي المخ، حتى جاء العالم روجر سبيري وهو عالم أعصاب أمريكي، ليخضع هؤلاء المرضى لاختبار ردود الأفعال في المعمل، وبعد انتهاء الاختبار استنتج أن كل نصف من المخ يعمل دون وعي ودون أن يعرف بوجود النصف الآخر!!

فلقد طُلب من المرضى أن ينظروا إلى مركز شاشة موضوعة أمامهم دون أن يُحركوا أعينهم، وتم عرض معلومات وجيزة وصور مرة على يسار النقطة التي ثبتوا نظرهم عليها ليُحللها نصف المخ الأيمن، ومرة أخرى تم عرض معلومات وصور أخرى ، ليُحللها هذه المرة فص المخ الأيسر.

ولقد كان هذا اكتشاف عظيم في حد ذاته للعالم روجر سبيري والذي حاز على جائزة نوبل في الطب عن هذا الاكتشاف عام 1960. وبهذا يكون قد نفا فكرة أن نصفي المخ متماثلان في الوظائف الحيوية.

أما عن سبب أن هؤلاء الأشخاص لم يُلاحَظ عليهم أي تغيير في الحياة العادية، فيرجع إلى أنه لا يحدث هذا الفصل بين المعلومات، لأن المرضى يحركون أعينهم باستمرار في أنحاء المجال المحيط بهم ومن ثم تصل الصور المرئية بطريقة طبيعية إلى نصفى المخ في النهاية.

 

أسطورة نصف المخ الأيسر أكثر عقلانية والنصف الأيمن أكثر إبداعاً وفناً

ومن هنا ظهرت فكرة اختلاف نصفي المخ وجمح خيال متخصصين علم النفس الشعبي وحرّفوا النتائج ليحددوا وظائف وخصائص لكل نصف من المخ دون غيره، لتحدث ثورة بين الأشخاص.

فمن ضمن القصص التي ذاعت حينها، أنه لا أحد يستطيع تصويب إصبع الاتهام للراسب في الاختبار، فليس له ذنب أن الجانب الأيمن الإبداعي هو المهيمن!

ومن ثم بدأت الكتب في الطباعة لتحمل عناوين كيف تُدرب نصفي مخك لتحقق أقصى استفادة من عقلك!! ولاقى هذا التفكير رواجاً بسبب أهداف تجارية لبيع الكتب وحضور الحلقات النقاشية ليس إلا!

 

ولكي لا يختلط الأمر فدعونا نستخلص من جميع المعلومات المذكورة سابقاً، خلاصة أسطورة نصفي المخ :

إن معظم العمليات التي تتم في الجانب الأيسر تتم أيضاً في الجانب الأيمن والعكس بالعكس، حيث يعمل كلا نصفي المخ في تكامل. فعلى سبيل المثال يتعامل نصف المخ الأيسر مع التفاصيل الدقيقة للحديث، مثل اختيار الكلمات وتوليدها والقواعد النحوية بصورة أفضل. ويُظهر نصف المخ الأيمن أداء أفضل فيما يخص ضبط إيقاعات الكلام  وتغير طبقة الصوت أثناء الحديث. أما الأشخاص الذين يعانون من التلف في نصف المخ الأيسر، فيمكنهم تعلُّم التحدث باستخدام النصف الأيمن!

ولا يزال الباحثون يعملون على فهم جميع الفروق بين كل من شقي المخ. ويعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة التي تدور في علم الأعصاب، ولكن دعونا نتفق أن فكرة “النصف الأيسر أكثر عقلانية والنصف الأيمن أكثر إبداعاً وفناً” تُعد أسطورة. وهو ما تم تأكيده أيضاً في كتاب “اضطرابات الجهاز العصبي”، حيث ذُكر أن لدى نصفي الدماغ القدرة على التعبير عن المشاعر المناسبة والشهوات وكذلك الدوافع، وغيرها من الأمور الحياتية”

⇐ وبالرجوع للحذاء، فربما نراه هكذا بسبب استخدام تكنولوجيا حديثة في التصوير!