الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

لماذا نتعامل بلُطف مع الغرباء ونقسو أحياناً على من نحبهم ونعاملهم بجفاء

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

علاقتنا بأحبائنا وطيدة لدرجة أنها تستطع تحمل الكثير من الضغوط

بطبيعة الحال نقضي معظم الوقت مع أشخاص قد لا نعرفهم على الإطلاق، أو نعرفهم ولكن بشكل سطحي إما في العمل أو في المدرسة أو حتى في وسائل المواصلات أو مع الباعة!

وغالباً ما نضع الوجه البشوش أمام الآخرين لأننا في اللاوعي نريد أن نُظهِر السلوك الأكثر أدباً والأكثر لطفاً أمام الآخرين، ولكن بمجرد أن نذهب إلى أحبائنا فإننا نتخلى عن بعض هذه المظاهر ونكون أكثر أريحية!

فكونهم الأشخاص المقربين لنّا، هذا يجعلنا نشعر بالراحة أكثر ويجعلنا نظهر شخصيتنا الحقيقية، بما في ذلك الجانب السلبي. حيث تؤكد إحدى الدراسات أننا قد نُفصح عن غضبنا دون وعي تجاه الأشخاص الذين نشعر أنهم الأقرب لأننا نعتقد أن علاقتنا بهم قوية بما يكفي لتحمل تلك الأمور، فكلما اقتربنا من شخصٍ ما، وكلما زادت ثقتنا فيه، زاد شعورنا بأنه يستطع تحملنا في أي موقف.

وهذا صحيح دون شك ولكن هذا لا يعني بأن نستغل ذلك الأمر. وإذا كنا نستطع التحكم في بعض الأمور كما نفعل مع الغرباء فستكون الحياة أفضل بكل تأكيد، أليس كذلك؟

 

نشعر بعدم الأمان كوننا بين أشخاص لا نعرفهم!!

عندما نلتقي بأشخاص جدد، فإننا لا نتعامل معهم بطبيعتنا، لأننا ببساطة لن نستطع التعامل معهم بهذا الشكل حتى تصل علاقتنا لمستوى أعمق وتكون أوطد.

وحتى نصل لهذه المرحلة العميقة من العلاقة، فإذا رأينا ما يزعجنا بشأنهم لن نُفصح عنه، لأننا ببساطة لا نتوقع كيف سيتجاوبون مع الأمر، كما أنهم لا يعنونا كثيراً لنوجههم.

على عكس ما يحدث مع الأشخاص القريبين منّا، فعندما يفعل أحباؤنا أشياء نراها مزعجة، نقوم في الحال بلفت نظرهم وانتقادهم، لأنهم الأقرب لنا ونستطع البوح بما يدور في خلدنا بكل أريحية. فشعورنا بالأمان بأن علاقتنا بهم مستمرة على كل حال، يجعلنا لا شعورياً نصرخ ونتنازع معهم في بعض الأحيان.

 

لا نتسامح مع الصفات السلبية لدى المقربين لنا

نحن نعي تماماً الصفات السلبية التي تزعجنا، وكذلك الإيجابية التي نُفضلها. وبالطبع لم تستيقظ يوماً ما واكتشفت أن الصفة هذه الموجودة في شريكك تُزعجك! بل أنت الذي توقفت عن التسامح مع تلك الأشياء التي لا تعجبك، فكلما زاد الوقت الذي تقضيه مع شخصٍ ما، كلما أصبحت أقل تسامحاً تجاه تلك الأشياء السلبية وبالتالي تصبح أكثر نقداً!

وهذا بالطبع لا يحدث مع الغرباء، فأنت لا تقضي معهم الوقت الكافي لتطوّر هذه العلاقة، فحتى لو رأيت شيئاً يُزعجك، فلن تواجههم بل ستتجاهل الأمر لأنك تعلم في قرارة نفسك بأنك لست مضطراً لقضاء وقتاً كبيراً معهم.

انت في الصفحة 1 من صفحتين