ما معنى من حفر حفرة لأخيه
"مَنْ حفر حفرةً لأخيهِ وقع فيها"
هذه المقولة العربية الشهيرة تُحذّرُ منْ مخاطرِ التخطيطِ للشرِّ للآخرينَ، فَفي كثيرٍ منْ الأحيانِ، تنقلبُ الأمورُ ضدّ صاحبِ المكرِ، ويقعُ هوَ في الحفرةِ التي حفرها لغيرهِ.
وتُشيرُ هذهِ المقولةُ إلى عدّةِ معانيَ ودروسٍ مهمّةٍ، منها:
- أنّ اللهَ عادلٌ يُجزي كلَّ إنسانٍ بِما فعلهُ، فَمنْ يُخطّطُ للشرِّ للآخرينَ، سيُقابَلُ بالشرِّ في نهايةِ المطافِ.
- أنّ الحقدَ والكراهيةَ صفاتٌ سلبيّةٌ تُدمّرُ صاحبَها، وتُعيقهُ عنْ تحقيقِ السعادةِ في الحياةِ.
- أنّ التسامحَ والمحبّةَ هما السبيلُ الوحيدُ للعيشِ حياةً سعيدةً هانئةً.
- أنّ علينا أنْ نحذرَ منْ وساوسِ الشيطانِ، وأنْ لا نستسلمَ للغضبِ أوْ الكراهيةِ.
- أنّ علينا أنْ نُعاملَ الآخرينَ كما نُحبّ أنْ يُعاملونا، فَما تُزرعهُ ستحصدُهُ.
ومنْ الأمثلةِ الواقعيةِ على هذهِ المقولةِ قصةُ الأخوينِ:
كانَ هناكَ أخانِ يعيشانِ معًا، وكانَ أحدهما ثريًا والآخر فقيرًا. وكانَ الأخُّ الغنيُّ يشعرُ بالغيرةِ منْ أخيهِ الفقيرِ، فخطّطَ لحفرِ حفرةٍ في طريقِهِ حتى يقعَ فيها.
وإذْ حانَ وقتُ التنفيذِ، خرجَ الأخُّ الغنيُّ منْ منزلهُ في ساعةٍ مبكرةٍ منْ الليلِ حاملًا مجرفةً، وبدأ بحفرِ الحفرةِ في طريقِ أخيهِ الفقيرِ.
لكنْ بينما كانَ يحفرُ، سمعَ صوتَ أقدامٍ تقتربُ، فخافَ أنْ يُكتشفَ أمرُهُ، فَقفزَ في الحفرةِ التي حفرها.
وعندما مرّ أخوهُ الفقيرُ في الطريقِ، لمْ ينتبهْ للحفرةِ، فسقطَ فيها.
لكنْ لحسنِ الحظِّ، لمْ تكنْ الحفرةُ عميقةً، فلمْ يُصبْ بأذىً.
وعندما رأى الأخُّ الغنيُّ أخاهُ في الحفرةِ، شعرَ بالندمِ على ما فعلهُ، وسألهُ عنْ سببِ وجودهِ هناكَ.
فأخبرهُ الأخُّ الفقيرُ أنّهُ كانَ ذاهبًا إلى المسجدِ لأداءِ صلاةِ الفجرِ، وأنّهُ لمْ ينتبهْ للحفرةِ بسببِ الظلامِ.
فشعرَ الأخُّ الغنيُّ بالخجلِ منْ نفسهِ، وطلبَ منْ أخيهِ المغفرةَ.
فغفرَ لهُ أخوهُ، وعاشا معًا في سلامٍ ومحبةٍ.
تذكرْ أنّ "مَنْ حفر حفرةً لأخيهِ وقع فيها"، فلا تُخطّطْ للشرِّ للآخرينَ، فَفي ذلكَ هلاكُكَ.
بلْ عامِلْ الناسَ بِالخيرِ والمحبّةِ، فَستجدُ السعادةَ والراحةَ في حياتِكَ.