كل ما تريد معرفته عن هل الذاكرة فردية أم اجتماعية
لطالما اعتقد الناس أن الذاكرة ظاهرة فردية بحتة، تُخزن وتُستردّ داخل دماغ كلّ إنسان بشكلٍ مُستقلّ.
لكن مع تقدّم علم النفس، ظهرت نظرياتٌ تُشير إلى أنّ الذاكرة ذات طبيعةٍ اجتماعيةٍ أيضاً، تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بالتفاعلات والتجارب المشتركة مع الآخرين.
كيف تُؤثّر العوامل الاجتماعية على الذاكرة؟
الذاكرة الاجتماعية: تُشير إلى قدرتنا على تذكر المعلومات المتعلقة بالأشخاص والعلاقات الاجتماعية. نعتمد على هذه الذاكرة لفهم سلوكيات الآخرين والتفاعل معهم بشكلٍ فعّال.
التأثير الاجتماعي على التذكر: تُظهر الدراسات أنّ وجود الآخرين يُمكن أن يُؤثّر على قدرتنا على تذكر المعلومات. فعلى سبيل المثال، قد نُصبح أكثر عرضةً لتذكر المعلومات إذا سمعناها من شخصٍ نُثق به أو إذا ناقشناها مع مجموعةٍ من الأشخاص.
الذاكرة المُشتركة: تُشير إلى قدرتنا على تذكر الأحداث التي مررنا بها مع أشخاصٍ آخرين. تعتمد هذه الذاكرة على دمج ذكرياتنا الفردية مع ذكريات الآخرين لخلق روايةٍ مُشتركةٍ للأحداث.
السرد القصصي: يُعدّ السرد القصصي أداةً قويةً لتخزين المعلومات واسترجاعها. فعندما نُشارك تجاربنا مع الآخرين من خلال القصص، نُساعد على تقوية ذكرياتنا وتنظيمها.
أمثلة على التأثير الاجتماعي على الذاكرة:
شهادة شهود العيان: قد تختلف ذكريات شهود العيان للأحداث المُشتركة بسبب تأثير التلقين الاجتماعي. فقد يُؤثّر سماع رواياتٍ مختلفةٍ للحدث على ذكريات كلّ شاهدٍ.
الذاكرة المُضللة: يمكن للأشخاص المُقربين منّا، مثل العائلة والأصدقاء، التأثير على ذكرياتنا من خلال اقتراحاتهم أو معلوماتهم المُضللة.
الذاكرة المُختلقة: في بعض الحالات، قد نخلق ذكرياتٍ كاذبةٍ تمامًا تحت تأثير الضغط النفسي أو الإيحاءات المُتكررة.
الخلاصة:
الذاكرة ليست عمليةً فرديةً بحتة، بل تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بالعوامل الاجتماعية.
فالتفاعلات والتجارب المُشتركة مع الآخرين تُساعدنا على تخزين المعلومات واسترجاعها وتكوين ذكرياتٍ مُشتركةٍ معهم.
وعليه، فإنّ فهم العوامل الاجتماعية يُعدّ ضروريًا لفهم كيفية عمل الذاكرة بشكلٍ كامل.
موارد إضافية: