لماذا لا يزال رجال الشرطة يستخدمون الخيول في البلاد المتقدمة بدلاً من السيارات المتطورة
للسيطرة على الحشود
يُمكن القول أنه مازالت تُستخدم الخيول في المدن الكبيرة بسب السيطرة على الحشود وهو يعتبر السبب الرئيسي، وذلك لأن الخيول تجعل الشرطي على ارتفاع عالي يمنحه رؤية أوضح وأيضاً تُسهل عليه الحركة وسط الحشود، فالشرطي المعتلي الخيل يكون فعال بشكل كبير في تفريق وتشتيت الحشود الجامحة، ولاسيما من النوع الذي يحضر مباريات كرة القدم عندما يندلع الشغب بين مشجعي الفريقين المتنافسين، ويعود السبب إلى أن الإنسان يمتلك خوف فطري من الحيوانات والمخلوقات الكبيرة على وجه الخصوص من أن يُداس بهم، كما أن الناس أثناء حالة الشغب من الممكن أن يتعدوا على سيارة الشرطي، ولكن الأمر مختلف عندما يتم التعامل مع الحصان، فسوف يفكروا أكثر من مرة قبل الاعتداء عليه، لا أحد يستطيع توقع ردة فعل الحيوان! لهذا تكون النتيجة: ابتعاد الناس عنهم فور رؤيتهم دون أن يبذل الشرطي مجهود مضني.
♦♦ في الواقع، هناك العديد من الأمثلة في الحياة الواقعية وبخاصة في المملكة المتحدة عندما تسبب 3-4 من الشرطة الممتطين الخيل في تشتيت الحشود بسرعة كبيرة، وذلك بعدما فشل ما يقرب من عشرين شرطي في مكافحة الشغب !
تكون أسهل فيما يخص المناورة
كيف يمكن أن تتحرك سيارة الشرطة خلال هذا الحشد الضخم؟!
يمكن للخيول التحرك والمناورة في المناطق الضيقة مثل الشوارع والمتاجر والأرصفة، وما إلى ذلك، فعلى الرغم من أن السيارات تستطيع ذلك أيضاً من الناحية الفنية إلا أنه لا ينصح بتنقل السيارات عبر هذه المناطق فقد تكون صاخبة جدًا أو غير عملية للاستخدام في مناطق محددة كما أنها قد تؤدي لازدحام تلك الشوارع، ولا تستطيع الخيول المرور في المناطق الضيقة فحسب بل إنها تستطيع أن تفعل ذلك بسرعة وكفاءة (يميل الناس عادةً إلى الخروج من طريق الحصان)، كما أنه توجد بعض المناطق التي يتعذر فيها استخدام السيارات مطلقاً ويكون الحل الأمثل هنا هو الخيول مثل العبور خلال مدخل ضيق للمتنزه أو في المناطق البرية.
البحث و الإنقاذ
يتم تدريب الشرطة الممتطين الخيل لإجراء عمليات البحث والإنقاذ، كما يتم تزويدهم بالكثير من الإمدادات لضمان استمرار البحث لفترات طويلة من الزمن، وخصوصاً في المناطق التي لا يمكن أن تذهب إليها فرق السيارات.
توفر مجالاً أفضل للرؤية
المهمة الأساسية لأي قوة شرطة هي الحفاظ على القانون والنظام في الشوارع، ويكون هدف دوريات الشرطة بمثابة إجراء وقائي لإيقاف المعارك أو المشاجرات في الشوارع قبل أن تصبح خطړة وتهدد حياة الناس، وعند المقارنة بين الشرطي الذي يمتطي ظهر الحصان والشرطي الذي يقود سيارة، تجد أن الأول يمتلك ميزة أفضل من حيث الرؤية فهو يكون على ارتفاع أكثر وبالتالي يكون لديه مجال رؤية أكبر، وهذه ليست ميزة بالنسبة له فقط، بل للآخرين أيضاً، حيث يساعد هذا الآخرين في الشارع على تحديد موقع الشرطي بسهولة والتعامل معه عند الحاجة.
التاريخ والثقافة
يتم دمج الخيول بشكل كبير في تاريخ وتقاليد وثقافة العديد من البلدان، ومن هذه الأماكن على سبيل المثال (السويد، اسكتلندا، إلخ)، ويتم استخدام الخيل في هذه الأماكن ليس كقوة شرطية فقط، ولكنها أيضاً تعمل كرمزاً خفياً لدور الجياد الذي لا غنى عنه في ثقافتهم وتقاليدهم.
من وجهة نظر الشعب يكون الشرطي الممتطي حصاناً أكثر ودية وأكثر أناقة
كما أنه قد يكون للأمر عامل نفسي، حيث يعتقد الكثير من الناس أن الشرطة الذين يمتطون ظهور الخيل يكونوا أكثر ودية بطريقة ما، بل وأكثر أناقة مقارنة بنظائرهم من الشرطيين الذين يركبون في صندوق معدني به نوافذ!! ومن المرجح أن يقترب الكثير من الناس ويتحدثون إلى الشرطي الممتطي الخيل عن الشرطي الذي يركب سيارة، كما أنه يمتلك شعبية كبيرة بين الجماهير فمجرد رؤيتهم يدخل السرور على شعوب هذه الدول.