تعبير عن شيخ الإسلام ابن تيمية
مقدمة:
في رحابِ التاريخِ الإسلاميّ، تُطلّ علينا أسماءٌ لامعةٌ تُضيءُ دروبَ المعرفةِ، وتُنيرُ آفاقَ الفكرِ. ومنْ تلكَ الأسماءِ العظيمةِ اسمُ شيخِ الإسلامِ أحمدُ بنُ عبدِ الحليمِ بنِ تيميةِ، ذلكَ العالمُ الجليلُ والمُفكّرُ المُبدعُ الذي أثّرَ في الفكرِ الإسلاميّ تأثيرًا عميقًا، وتركَ لنا إرثًا علميًا غنيًا يُضيءُ دروبَ المُسلمينَ إلى يومِنا هذا.
مولدُهُ ونشأتُهُ:
وُلِدَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ في مدينةِ حَرّانَ في شمالِ سوريا عامَ 665 هـ، ونشأ في بيتٍ عريقٍ في العلمِ والفقهِ. فقد كانَ والدهُ وأجدادُهُ منْ كبارِ علماءِ الدينِ، ممّا أتاحَ لهُ فرصةَ التعلّمِ في سنٍ مبكرةٍ، ونَهْلِ المعرفةِ منْ مصادرَها الأصليةِ.
علمُهُ ومُؤلّفاتهُ:
برعَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ في العديدِ منْ العلومِ، منها: الفقهُ، والعقيدةُ، والتفسيرُ، والحديثُ، والمنطقُ، والفلسفةُ. وتُقدّرُ مؤلّفاتهُ بأكثرَ منْ ألفِ مؤلّفٍ، تناولَتْ مختلفَ مجالاتِ المعرفةِ الإسلاميّةِ. ومنْ أشهرِ مؤلّفاتهِ: "مجموعُ الفتاوى"، و "منهاجُ السنّةِ النبويّةِ"، و "الأصولُ في العقيدةِ".
مُفكّرهُ المُجدّد:
تميّزَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةُ بفكرهِ المُجدّدِ، ودعوتهِ إلى الرجوعِ إلى الإسلامِ الصحيحِ، وإبعادِ البدعِ والخرافاتِ عنهُ. فقد دافعَ عنْ العقيدةِ الإسلاميّةِ الصحيحةِ، وناضلَ ضدّ الأفكارِ الفلسفيةِ المُنحرفةِ، وبيّنَ أنّ الإسلامَ دينٌ يُبنى على العقلِ والمنطقِ.
مواقفُهُ الجريئة:
اتّخذَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ مواقفَ جريئةً في الدفاعِ عنْ الإسلامِ، ولمْ يخفْ منْ قولِ الحقّ، ولو كانَ مُخالفًا لِرأيِ السّلطةِ أو الرّأيِ العامّ. فقد دافعَ عنْ بيتِ المقدّسِ في وجهِ الغزاةِ الصليبيينَ، ورفضَ التعاونَ معَهمْ، ممّا أدّى إلى سجنهِ ونفيهِ.
إرثُهُ الخالد:
تركَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ إرثًا علميًا غنيًا يُنيرُ دروبَ المُسلمينَ إلى يومِنا هذا. فقد أثّرَ في العديدِ منْ العلماءِ والمُفكّرينَ، وصارَ فكرهُ مرجعًا هامًا في الدراساتِ الإسلاميّةِ. ولا زالَتْ مؤلّفاتهُ تُقرأُ وتُدرّسُ في مختلفِ الجامعاتِ والمعاهدِ الإسلاميّةِ.
خاتمةً:
شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ رمزٌ خالدٌ في تاريخِ الفكرِ الإسلاميّ، وعالمٌ جليلٌ مُفكّرٌ مُبدعٌ، تركَ لنا إرثًا علميًا غنيًا يُضيءُ دروبَ المُسلمينَ إلى يومِنا هذا. فلنحرصْ على دراسةِ إرثهِ، ونُطبّقْ تعاليمهُ في حياتنا، لِننالَ رضاَ اللهِ تعالى ونُسعدَ في الدارينِ.