يحكى أنه على ضفاف النيل الأزرق عاشت قبيلة إسمها الكوما
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
قصة الأميرة وأوراق الشجر
يحكى أنه على ضفاف النيل الأزرق عاشت قبيلة إسمها الكوما وكان لها زعيم قوي متزوج من امرأة جميلة لكن رغم مرور الأيام لم يرزقها بأطفال وكان ذلك يكدر خاطرها وذات يوم قدمت قربانا لله وتضرعت له لكي يرزقها غلاما يصير قرة عين أبيه وفي الليل حلمت أن شجرة خرجت من بطنها ثم نبت منها غصنان أحدهما طويل خشن والآخر رقيق ولما ذهبت إلى العرافين أخبروها أنها سترزق بولدين توأمين أما باقي الحلم فلم يقدروا على تفسيره وتوجست المرأة خيفة من ذلك واعتبرته نذير شؤم وبعد أيام تحققت النبوءة وظهر الحمل على الأميرة وفرح سكان تلك القرية بذلك الخبر وأقاموا الإحتفالات وقرعوا الطبول والدفوف ولما مضت التسعة أشهر ولدت طفلين كالقمر فأسمت أحدهما كنان والآخر عنان
بالحكمة وليس بالقوة وفي أحد الأيام رأى كنان أنه لم يعد له مقام في القبيلة وعليه أن يرحل بعيدا ولا يرجع إلى هنا أبدا فهؤلاء الناس أغبياء ولا فرق بينهم وبين الحيوان وفي الليل أخذ سلةالموز وقشرة بيضة نعامة ملأها بالماء ثم خرج للغابة ومشى على ضوء القمر لا يعرف أن تقوده قدماه وتمنى لو أن أحد السباع يخرج له فيفترسه ويرتاح من حياته البائسة فحتى أبوه تنكر له وفضل أخاه عليه لكنه كان آسفا على أمه فقد كانت تحبه كثيرا فتمالك دموعه فليس له ما يقدمه للقبيلة ولا لأبيه
سار الولد طويلا حتى تورمت قدماه وفي
الأخير