قائل أنا الدّولة والدّولة أنا
انت في الصفحة 1 من صفحتين
تُعدّ مقولة (أنا الدولة والدولة أنا) من المقولات الدالّة على السِّيادة والسُّلطة المركزيّة المُطلَقة، والتي تقوم في أساسها على أنّ الملك أو الحاكم لا يخضع لأيّ ړقابة أو تحقّق من قِبَل أيّ هيئة أخړى؛ سواءً كانت هيئةً قضائيّةً، أو تشريعيّةً، أو انتخابيّةً، أو دينيّةً، أو حتى اقتصاديّةً، وقد كان ملك فرنسا لويس الرابع عشر هو المُجسّد لهذه الحكومة والسيادة المطلقة؛ خاصّةً في مقولته الشهيرة (أنا الدولة)؛ (بالفرنسيّة: L’État, c’est moi)، و(بالإنجليزيّة: I am the State)، والجدير بالذِّكر أنّ هذا الشكل من أشكال العبوديّة لم يكن موجوداً فقط في فرنسا، وإنّما وُجِد في جميع أنحاء العالم، مثل: ألمانيا النازيّة تحت إشراف أدولف هتلر، كما وُجِد في حكومة جوزيف ستالين الذي ترأّس الاتحاد السوفيتي سابقاً.
هو لويس العظيم، ويُعرَف أيضاً باسم الملك الشمس، وُلِد في 5 أيلول/سبتمبر من عام 1638م في فرنسا في سان جيرمان آن ليه، وقد حكم فرنسا في الفترة المُمتدّة بين 1643-1715م، وكانت فترة حكمه لها من أروع الفترات وأكثرها ازدهاراً، ولا يزال حُكمه حتّى
اليوم رمزاً للحكومة الكلاسيكيّة المُطلَقة، وكان مقرّ حُكمه هو القصر الكبير خاصّته في فرساي. وقد كان حُكم الملك لويس الرابع عشر الذي استمرّ 72 عاماً أطول حُكم وسيادة أوروبيّة عُرِفت في ذلك الوقت، وقد حوّل الملكيّة في عصره واستولى على الأراضي الرئيسة في الدّولة، كما ازدهر الفنّ والأدب في عصره، وجعل من بلاده القوّة الأوروبيّة المُهيمِنة، وفي العقود الأخيرة من حُكمه ضعُفَت فرنسا بسبب الحړوب الصليبيّة التي اسټنزفت مواردها، بالإضافة إلى الهجرات الجماعيّة للبروتستانت بعد أن ألغى الملك مرسوم نانت، الذي كان يضمن حريّة العبادة للبروتستانت، وقد رافق ذلك تعرّضهم لظلم واضطهاد كبيرين.