حكاية جحا وابنه والحمار
عندما كنت صغيرة كنت وما زلت أحب هذه القصة ولكنني أصبحت اليوم آراها بمنظور مختلف فبالأمس كانت للتسلية واليوم أصبحت للعبرة .
ذات يوم ذهب جحا إلى السوق ومعه ابنه ،كان الاثنان يركبان على ظهر الحمار فمروا علي جماعة من الناس
فسمعهم يقولون أين ذهبت الرحمة من قلب ذلك الرجل وابنه يركب الإثنان على ظهر الحيوان الضعيف الذي لا حول له ولا قوة. فقام جحا بالنزول من على ظهر الحمار وترك ابنه وأثناء سيرهم مروا على جماعة من الناس فسمعهم يقولون هذا الولد غير مهذب فكيف يركب على ظهر الحمار ويترك ابيه الرجل الكبير يمشي .فقام جحا بإنزال ابنه وركب هو وأثناء سيرهم مروا على جماعة من الناس فسمعهم يقولون هذا الرجل لا يوجد في قلبه رحمة وشفقة على ابنه فكيف يركب هو ويترك ابنه الصغير ماشياً. فقام جحا بالنزول من على ظهر الحمار
ومشيا هو وابنه على الأقدام والحمار خلفهم وفي أثناء سيرهم سمع جماعة من الناس يقولون هذا الرجل وابنه مجانين فكيف يسيران على الأقدام ولديهم حمار.
فالمهم لا تشغل نفسك بكلام الناس وتكن كجحا فمهما قدمت وتنازلت لن يرضى عنك كل الناس وإذا حاولت أن ترضي جميع الأطراف فسوف تجهد نفسك وتخسر صحتك على الفاضي ولن يجدي هذا شيئاً .
فأعمل ما يرضي ربك و ضميرك وما يمليه عليك عقلك وما يرتاح له قلبك ودعك من كلام الناس .
إذا بتحب القصص والقرأءة أدخل صفحتي قصص وروايات هند حمدي متابعه