الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

تزوجت وأنا في الثامنة عشرة من عمري ولم أكمل دراستي الجامعية

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

تزوجت وأنا في الثامنة عشرة من عمري ولم أكمل دراستي الجامعية. كان زوجي رجلا بسيطا في حاله ورغم قلة رزقه إلا أنه كان يعمل بجد وكد في كسب لقمة عيشه بالحلال. كان وحيد أمه وله خمس أخوات وكان عليه تجهيزهن للزواج بحكم أنه الأخ الوحيد. في قريتنا كان من المعتاد أن تشارك الفتاة بنصف تكلفة الزواج وذلك لتخفيف العبء عن الشباب.

على الرغم من قلة رزقه كان زوجي يدخر مبلغا صغيرا كل شهر وكنت راضية تماما بذلك. حتى أنه قبل الزواج أخبرني عن حالته المادية المتواضعة ووافقت على العيش معه في غرفة داخل شقة أسرته البسيطة رغبة مني في دعمه وتحمل المسؤولية معه دون أن أضع عليه ضغوطا إضافية.
ضحكت يومها وكنت أود التحدث معه عن الإنجاب لكنه أضاف
الحمد لله على سعادتنا معا الأطفال سيرزقنا الله بهم عندما يشاء. ثم نظر إلي بحب وكأنه يطمئن قلبي قائلا
لم أشبع بعد من الاستمتاع بك وبقلبك الطيب يا طفلتي الجميلة.
ابتسمت وشعرت بالراحة وقررت تأجيل أمنيتي في الإنجاب حتى لا أعكر عليه صفو حياته. بعد زواج الأخت الأولى تقدم عريس للأخت الثانية وبدأ زوجي في تجهيزها أيضا. مرت السنة الثالثة ثم الرابعة وكلما شعرت بالحزن كانت أمي تقول لي
اصبري يا ابنتي زوجك رجل أصيل وأمه طيبة رزقه محدود ومسؤولياته كبيرة. لا تحزني سيعوضك الله ولا تتعجلي ما زلت صغيرة.
تابعت حياتي بالصبر والرضا منتظرة أن يأتي الڤرج من الله.
قبل الزفاف بأيام جاءت حماټي وسألتني
لماذا لا أراك تتجهزين لارتداء فستان جديد
أجبتها بابتسامة وقلت وأنا أربت على يدها
لا أريد أن أحمل زوجي المزيد من الأعباء يكفي عليه ما يتحمله من مسؤوليات.
نظرت إلي بحنان وقالت
سيعوضك الله يا ابنتي بكل الرضا جزاك الله خيرا وكتب لك الخير والبركة.
في تلك اللحظة دخل زوجي يحمل كيسا وأعطاني إياه قائلا بابتسامة
هذا زي جديد اخترته لك بنفسي وادخرت ثمنه دون أن أخبرك. ما رأيك
ضحكت بفرح وارتديته على الفور وكان جميلا بالفعل. تزوجت الأخت الثانية بعد ذلك وتمت خطوبة الأخت الثالثة وبدأ زوجي من جديد في تجهيزها لكن في يوم من الأيام جاء إلى المنزل والحزن باد على وجهه.
لاحظنا جميعا التغير في ملامحه فسألته أمه بقلق
ماذا حدث يا ولدي
أجاب بحزن لم نعتده منه
رئيس العمل استغنى عن نصف العمال في الشركة اليوم لإنقاذها من الإفلاس وكنت من بينهم.
سكتت الأم ونظرت إلينا بحسرة والأخت التي كانت تستعد للزواج شعرت بالقلق. قلت بهدوء
الله هو الرازق كما رزقنا في الماضي سيرزقنا في المستقبل.
لم يعلق وقد بدا أن الحزن قد تغلغل في قلبه فانسحب إلى الغرفة. همست حماټي والدموع تملأ عينيها
يا حسرتي على وجعك يا ولدي.
قلت لها بثقة
لن يتركنا الله.
كنت حينها قد تعلمت الكثير من مهارات الطهي من حماتي وأخوات زوجي
اللاتي

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات