كنت طفلاً في السابعة من العمر عندما سمعت عن طلاق عمتي و مجيئها للإقامة في بيتنا ..
و فهمت انها تعني الهدوء .. لا تضرب و لا تنفعل و لا تعادي
و كانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق
و لا أنسى عندما كادت احدى أشجار حديقتنا ان تموت فعطفت عمتي عليها
و اهتمت بها حتى عادت إلى النمو
عمتي هي التي علمتني الصلاة
قلت لها .. أ ليس ربنا عظيم
طيب لماذا يحتاج منا الصلاة بماذا ستنفعه
قالت بهدوء .. الذي يتصل بملك الملوك ...
هو الذي يستفيد أم الملك يا صغيري نحن نصلي من اجلنا ..نحن نحتاجها
أخي كان عالي الصوت و كانت تقول له دوماً أحب صوتك الرائع المنخفض و كان يندهش ثم فجأة بدأ يخفضه
عادت أمي من المستشفى لتجدني أصلي و أخي قد كف عن ارتفاع الصوت
رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها ..
سألتها إنتِ زعلانة لإنك لم تنجبي
قالت .. هي الخلفة بيد من
قلت .. بيد الله
قالت في يقين .. الله لا يريد بي إلا خيرا أنا لست منزعجه
بصراحة كنت أشعر في بعض الأحيان إنها مفتقدة لزوجها
لكنها ليست راضية بالرجوع إليه رغم آلحاحه عليها بالعودة إليه ..
لا أنسى يوم عاد إلى بيتنا يومها جلس معها و مع أبي
و أعمامي .. لأقناعها بالعودة إليه .. كان نادماً على الطلاق
قلت لها ارجعي له .. كانت تبكي في حجرتها طبطبت عليها ..