حكاية القطة الحائرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كان يا ما كان في قديم الزمان كانت هناك قطةٌ لطيفةٌ وجميلة تدعى قطوطة، إلّا أنّها كانت لا تحبّ شكلها وكانت قطوطة تتذمّر من شكلها في كل مرّةٍ في تنظر فيها إلى المرآة، وكانت تقضي وقتها في مراقبة الحيوانات الأخرى ضنا منها أن الكل أفضل منها ، تارتاً تحلم أنّها تستطيع السباحة كالأسماك، وتارتاً تحلم أنّها تستطيع الطيران كالطيور، وتارتاً تحلم أنّها تستطيع الجري بسرعةٍ كالفهد في الغابات، وكانت مخيلاتها تلك تمنعها من إدراك ما تتميز به عن الحيونات الأخرى من نعم خصّها الله بها وحدها، وفي أحد الأيام كانت قطوطة تلعب قريباً من البحيرة الصغيرة، فرأت بعض البطّات التي تسبح في البحيرة، فتمنّت قطوطة لو أنّها قادرةً على السّباحة كالبطات الصغيرة، وحاولت ذلك إلّا أنّها لم تستطع أن تسبح ببراعت البط، فنفضت جسمها من الماء وسارت غاضبة تكمل طريقها نحو المنزل، فشاهدت قطيعاً من الخراف وأعجبها صوفها الكثيف وشكلها المستدير وتخيّلت جمال شكلها إن هي أصبحت خروفاً مثلهن، فأسرعت تبحث في البيت عن قطعة من الصوف، وما إن وجدتها حتى قامت بلف نفسها بالصوف وبدأت تمشي فرحة مع القطيع، ولكن هذا الصوف جعلها تشعر بالحرّ الشديد الذي لم تتمكن من احتماله، فحزنت وأزالت الصوف عن جسمها وأدرات قطوطة ظهرها عائدة إلى المنزل، حتى شاهدت أرنباً يقفز بمرحٍ ويتناول الجزر بشهيّة كبيرة، فتمنّت أن تصير أرنباً مثله، وعندما حاولت القفز مثل الأرنب لم تستطع فعل ذلك، فقررت أن تتناول الجزر مثله إذن، إلّا أنّ طعم الجزر لم يعجبها أبداً؛ فالقطط لا تحبُّ الجزر، فڠضبة وهربت.
سارت القطة وهي حزينة في طريقها لا تدري ماذا تفعل، فقررت أن تجلس تحت شجرة لتستريح قليلاً، وأثناء جلوسها أرادت أن تتسلى فأخذت تموء بصوتها اللطيف وتصدر أنغاماً عدّة وجميلة، فمرّت عليها زرافة طويلة واقتربت منها وقالت لها: يا إلهي ما أجمل صوت موائك أيتها القطة الجميلة!