رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
بالطبع ادهم يشتري ولاء العاملين معه بالرواتب الضخمة التى يدفعها لهم عبير لن تخبرها أي شيء يتعلق بعلاقة ادهم بفريدة فهى بالنسبة اليها سر قومى من اسرار رئيسها لكنها لم تنكر تردد ادهم علي منزل فريدة
"اه يا هبه مكتوب عليكى الشقى...حتى لما حاولتى تفرحى الدنيا استكترت عليكى الفرحة "....فمن اغلق باب الامل لديها اضاع مفتاحه
وصلوا الي البيت مع اخر ضوء للشمس...نجيه استقبلتها بترحاب شديد واخذتها معها الي الصالون... - ام السيد هاتلنا الشاي في المجعد الغربي
هبه تناست افكارها المؤلمة مؤقتا واندمجت مع نجيه في حكاياتها المثيرة...نجيه تقريبا حكت لها عن كل مايخص ادهم ...طفولته ..تعليمه ... عرفت من نجيه انه درس ادارة الاعمال وانهى ماجستير فيها من الولايات المتحدة وانه استلم العمل من عمر الرابعة والعشرون وطور في الشركات وجعلها تكاد تكون اقوى مجموعة في مصر... نجيه كانت تتكلم بفخر..فخورة بإبنها وحيدها وذكاؤة الخارق...
فعلا ادهم مصدر فخرلاي ام ...لاي زوجه ...تزكرت شجاعته يوم حادثة الكلاب ..ادهم عمل من نفسه درع بشري لها يتلقي عنها اي ضربة مفاجئه من الكلاب... كان من الممكن جدا ان تهاجمه الكلاب فورا قبل ان تدرك انها تهاجم سيدها ادهم...
نجيه تكلمت وتكلمت وهبه استمعت واستمعت ....جراءة تملكت هبه جعلتها تسألها فجأة بدون تفكير- هى بنت الكفراوي اتجوزت...؟
نجيه ظهرعليها الدهشة ...- بنت الكفراوى ..؟...اه متجوزه من زمان ايه اللي فكرك بيها دلوقتى ؟
كيف ستجيب نجيه عن سؤالها ...؟ ماذا ستقول لها الان ...؟
هبه حاولت تغير الموضوع...- الشاي عندكم ليه طعم تانى ...كل حاجة هنا ليها طعم تانى
حيلتها نفعت ...نجية الفخورة بأدهم ايضا فخورة بأرضها...- طبعا احنا بنزرع كل حاجه ..القمح ..الخضار ...النعناع حتى السكر ..عشان اكده هنه كلة خير...
عيلة البسطاويسي يا بنتى عيلة اصيلة ...البسطاويسى الكبير خلف عيال ياما ...جد ادهم كان بيحب العزوة خلف 3 اولاد و3 بنات ..
سليم كبيرهم بس اتأخر ياما في الخلفه ..عشان اكده كان ادهم اصغر حفيد ليه بس بسم الله ما شاء الله اجواهم واذكاهم...الخير علي يده زاد وكفي....عوضى سليم يا بنتى عن تجصيري في الخلفه وجيبى لادهم عزوه ...يا الله تحمل اطفاله في احشائها ....انها امنية عزيزه دعت الله ان يستجيب لها
هبه استمتعت بكل لحظة من حوارها مع نجيه ...استمتعت وهى تتعرف علي ادهم الحقيقي ادهم بدون قناع رجل الاعمال الذى يرتديه دائما ... حبيبها ادهم ... تعرفت علي كل لحظات طفولته ..حتى البومات صوره وهو طفل صغير لم تنجى من فضولها ...من ضمن الصور شاهدت صوره لادهم وهو مبتسم ...الصورة كانت له وهو في سفاري يغطى وجهه بوشاح يزيد من غموضه ..من رجولته.. قوته واضحه في ملابس شبابيه ليست مثل البدل الرسمية التى دائما تراه يرتديها...طلبت من نجيه ان تحتفظ بالصورة... نجيه فورا فتحت الغلاف البلاستيكى وسلمتها الصورة والسعادة تقفزقفزا علي وجهها... هبه اخذت الصورة من نجيه ...
فتحت حقيبة يدها ودستها فيها بسرعة شديدة كأنها ترتكب جريمة
قبلت بسرورعرض نجيه للعشاء في الجنينة ...لاول مرة سوف تقدم لكل عائلة ادهم ... الاعمام والعمات واولادهم ....
نجيه قالت لها ..- هنشوي في الجنينة مع كل العيلة ... هبة صفقت بفرح مثل الاطفال وقالت ...- الله اول مرة في حياتى اشوف الشوى..
ثم استأذنت منها للصعود الي جناحها لاستبدال ملابسها ان كانت ستقدم لعائلة ادهم اذن لابد لها من اختيار ملابسها بعناية ... ...صعدت الي جناحها وارتدت قفطان مغربي اسود في ذهبى واسع مريح ... عبير لفت شعرها بطرحة ذهبية وزينت وجهها باعتناء شديد ...