رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
عندما لم يتلقى ادهم رد منها علي سؤاله اخبرها بألم ... - عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا ...بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم ...
هبة نظرت اليه نظرة عجز ادهم عن تفسيرها لكنه اخذها في حضنه بحنان عندما عادت دموعها للنزول مجددا ...لم يعلم انها كانت تحسد عبير علي سعادتها...
مراسبوعين اخريين وادهم لم يغيرمن نظام بقائه في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهم ...مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببه ...دورتها الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتوترها
الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم... عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير ...قضته بين النوم والقراءة ...شهيتها للاكل معدومة من الالم.....
اخيرا المها اصبح افضل قليلا ولكنه مازال موجود ..قررت اخذ حمام سريع ...كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير ...بدون ان تنتبه لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار....بالصدفة وجدت ادهم هناك .. كان ايضا يحضرغيار لنفسه ....الصد@مة جمدتهم سويا...ادهم قررالانسحاب ويتركها بحريه ....لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه ...
ادهم سألها بقلق ...- هبه انتى كويسه ...؟
هبه افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العنيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبه هزت راسها...
ادهم اقترب منها وسألها بشك...- وشك اصفر وشكلك تعبانه ...اطلبلك دكتور
هبه احمر وجهها من الخجل ..- لا لا مافيش داعى حاجة عادية
ادهم سالها بقلق واضح ...- حاجة عادية ازاي يعنى..؟ انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى...؟
احراج هبه وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي...؟
هبه ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل .... - عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها ...لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحه...هبه توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب...لكن الالم الشديد الواضح عليه اربكها....
ادهم اقترب منها وامسك يدها بقوة وسألها بخشونة ...- متأكده ؟
لمسته سببت لها نار في كل جسدها ..قربه منها جننها ...اخيرا بعد اسابيع احست به بالقرب منها مرة اخري ...
هبه ردت بإرتباك ...- ايوه طبعا
يده الممسكة بيدها هبطت بجواره علي الفور وقال في صوت امر ..
- خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده...
هبه أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شديد لم تكن تتخيله ...لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي... الم احسته في رئتها داخل قفصها الصدري
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفته ...هبه تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصراخ والانهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاه ...كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها ... لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة ..انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل ايه...؟