رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
- خلاص ما فيش بيت ...انا طلبت اتنقل شقتى لوحدى ... نجيه عاتبتها بألم ...- مش انا جلت لك يا بنتى لو طلبتى تمشي هيفتحلك الباب...ادهم كرامته بالدنيا ...في راجل هيعيش مع مرته غصب مين يقبلها علي نفسه ....انتى صغيرة يا بنتى وحظك ان جوزك اكبر بكتير ...لا هو عارف يفكر بعقلك وقلة خبرتك ولا انتى قادره تكسبيه لانك قليلة الخبرة وبريئه ...
انتى سبتيه لواحده عندها خبرة تلف أي راجل وواقفة تتفرجى
- لكن هو بيحبها ...
- لا ...انا مشفتش ابنى بيحب الا لماعرفتك لكن هى عرفت تغريه وتحسسه انه راجل...
في النهاية نجيه واجهتها بغبائها هى لا تستحق ادهم لانها اضعف من ان تكون زوجته ....
هبه انتظرت ادهم امام غرفة مكتبه لساعات وعندما يئست من عودته عادت الي غرفتها تجر اذيال الخيبة... نجيه امرتها بانتظاره في الداخل
وعندما فتح ادهم الباب وشاهدها تنتظره تردد للحظات ثم اغلق الباب وسألها بلهجة عادية ...- عندك طلب تانى ...؟
هبه اجابتة بألم ...- لا بس جيت اطمن علي ايدك ...شفت دكتور
ادهم هز رأسة بسخرية ...- لا اتعودت اداوى نفسي بنفسي ...عاوزه حاجه تانيه ...؟
هبه تمالكت دموعها وانسحبت في صمت فدموعها الان لن تثير سوي اشمئزازه.....
الامر الجيد الوحيد الذى فعلته في حياتها كان مساعدة عبير ووليد علي الزواج فأدهم وعدها بمساعدتهم اذن فسوف يفعل
لن تنسي مطلقا فرحة عبير الغامرة حينما اخبرتها لدرجة انها احتضنتها وامطرتها بالقبلات ...مشاهدة الاحباء يجتمعون سويا امر لا تستطيع منع نفسها عن المساعدة فيه اذا ما استاطعت لكنها ايضا رثت نفسها وحبها الميؤس منه لكن للاسف لن يستطيع احد مساعدتها ابدا ....
اخيرا هبه استسلمت ادهم يحب فريدة...ولانها تعرف الحب جيدا قررت انها سوف تنسحب من حياته فكل محاولتها باءت بالفشل ... كلمة واحدة شغلت تفكيرها.. فكرت فيها ليل نهار ...نجيه دائما ما كانت تلمح الي قوة ادهم... قوته التى لاحظتها بنفسها ادهم حاليا هو الامر الناهى لكل العائلة ..
نجيه اخبرتها في ذلك اليوم الذى استدعتها فيه في غرفتها... - فرحت يوم ما ادهم خبرنا بالجواز ..هذا يعنى انه ابلغهم بنفسه ... في علاقتها بادهم الكثير من التناقضات التى تلحظها .... تشعراحيانا بغموض ادهم ...واحيانا اخري تشعر به واضح وصريح .. كلام عزت كله لها في مكتبه عليه الكثير من علامات الاستفهام ؟؟؟
لابد وان تفهم والا سوف تجن...
ادهم سوف يقضى ليلته في الفندق كالمعتاد ...هبه قررت ان تدخل غرفته تشاهدها ولو لمرة واحدة ...امنيتها ان تري فراشه....فهذه اخر ليلة لهم هنا وغدا سوف يفترقون...تسلحت بالجراءة ودخلت....رائحته تعبق الجو...امسكت عطره واغمضت عينيها تمليء عقلها من رائحته علها تحملها فيه للابد....تجولت وتجولت حتى ارهقت... فراشة المرتب بعناية كان يحمل رائحته...دفنت رأسها في المخدة وبدأت البكاء....بكت حتى ارتاحت....بكت حتى نامت...
استيقظت علي ادهم وهو يهزها برقة...الخجل والحياء من موقفها المفضوح سببوا لها توتررهيب...لحسن حظها ادهم لم يتحدث ...لم ينطق أي كلمة.... بل اخذها في حضنه بقوة ونام بجوارها بملابسه...
ادهم نام فورا واصبح نومه عميق وكأنه لم ينم منذ ايام لكن هبه قررت ان تستيقظ حتى الصباح كى تستمتع باخر لحظاتها بقربه ...فلربما تكون تلك اللحظات هى اخر زكرياتها معه....وعندما استيقظ مجددا بعد فتره نظر اليها برغبة شديده ثم غابا في عالمهم الخاص....