رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
السعادة غمرت سلطان ...- الحمدلله ... الحمد لله اللهم ديمها نعمه علينا يارب...
المعجزة التى حولت حياتها لم تنتهى بعد علي الرغم من انها لم تحرج يوميا من الركوب خلف والدها علي دراجته النارية الا انها احست بالراحة عندما علمت ان وسيلتها الجديدة للذهاب الي مدرستها هى الباص الخاص بالمدرسة والذى سيوصلها يوميا ذهابا ايابا..وسيلة امنة ...فخمة ومريحة...
و الاهم كان زى المدرسة الموحد والذي وصل في اليوم التالي لاقامتها في الشقة مع ملابس داخليه وملابس نوم...تسألت بدهشة ....- امتى بابا جهز ده كله...؟
وجدت ثلاثة اطقم من الزى المدرسي ...ولدهشتها كانوا مناسبين لها تماما وكأنهم صمموا خصيصا لها... بألوان جميلة من درجات النبيتى وجاكيت اسود اظهر شعرها الاشقر كأنه شلال ذهب علي اكتافها النحيلة...حذائها القديم تبدل بدسته من الاحذيه الجديده ...كل حياتها تختلف وكأنها تعيش في حلم ...
هبه مختلفة ...هبه جديدة ... دخلت مدرستها الجديده بثقه ...اخيرا كل البنات تساوا ...نفس الزى نفس وسيلة المواصلات ..لكن هبه مازالت مميزة عنهم بمستواها العلمى المميز و جمالها الملفت والاهم اخلاقها العالية...
ولكن تبقي دائما السؤال المؤرق الذى عجزت عن اجابته....ما المقابل يا تري....
سنتان مرتا مثل الحلم منذ انتقالهم ...هبه اعتادت الغموض ويئست من الفهم ولكنها دائما انتظرت ان ينتهى الحلم فجأه كما بدء واعدت نفسها لذلك اليوم الذى تجد نفسها فيه في حارتها القديمه مجددا...
مدرستها الجديدة ...مدرسة بنات الطبقة الراقية جدا...كل شيء فيها بحساب حتى الكلام ...
مديرة مدرستها الجديدة مشهورة بصرامتها ...في وقت المدرسة لم تكن تسمح للبنات باي عمل غير هادف فدائما وقت الطالبات مشغول في عمل اشياء مفيده كالدراسة اوالقراءه ...
حتى وقت الراحة في منتصف اليوم الدراسي الطويل اجبرت البنات علي قضائه في النادى الرياضى الملحق بالمدرسة اوالمسبح او ملاعب التنس "الرياضة والقراءه كغذاء للروح"... كان شعار المدرسة وحرصت المديرة علي تطبيقة بحذافيره...
مدرسة مميزة ...قلة فقط من استطاع ان يدخل بناته فيها ليس فقط بسبب سعرها الخيالي ..لكن السبب الاهم شروطها الاخلاقية المستحيلة ...معظم البنات اعتبرتها نوع من انواع السجن...قواعد صارمة لابد ان تتبع المدرسة كانت تجربة فريدة نفذتها مديرة معروفة بشدتها وصرامتها...
وقت الدوام كان من من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء حتى في ايام الاجازة الصيفية...صعقت عندما علمت المبلغ السنوي المدفوع كرسوم للمدرسه لكن ما العادى في كل ما يحدث لها ...
المدرسة شغلت كامل وقتها لسنتين وفي الاجازات الصيفية ايضا كانت تذهب لتعلم الاتيكيت وفن ترتيب السفرة ودراسة اللغات بالاضافة الي البرنامج الرياضى اليومى...وان تبقي وقت بعد ذلك استغلته في تعلم فن تنسيق الزهور والطهى ...المدرسه كانت تعد سيدات مجتمع جاهزات لتحمل مسؤلية الزواج ....
الامتحانات النهائية علي الابواب ...السؤال الغامض مازال ينهش عقلها..
- ايه اللي جاي؟ بعد ما أخلص الثانوية هروح فين ...؟؟ والسؤال الاهم .. بابا جاب الفلوس دى منين...؟
كانت عيونها تتسأل لكن نظرات الارتياح المصحوبة بالالم في عيون سلطان كانت تمنعها من الضغط عليه.... في نظرها سلطان هو افضل و واشرف اب في الدنيا ...لا يمكن ان يكون قد اختلس من عمله الجديد...المخازن...؟؟؟