الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
_ انتي لابسة ايه يا يثـرب؟
_ حلو صح؟
هزتني بعصبية:
_ دا هزار ؟ انتي اتجننتي؟ أمشي غيري الفضايح دي والبسي نقابك،
شيلت ايدي من أيدها:
_ شحتُـه كُله، أنا أصلًا مكُنتش عايزة البسُه، بس نعِمل ايه بقا، الحمدلله ربنا فَك أسري وخِلصت.
_ لأ بقا لحد هُنا وكفاية،
طول اسبوع سايباكي وعمالة اقول سيبيها ممكن تكون مصدومة، تعبانة اي حاجه حتي جنا-زة ابوكي محضرتهاش والناس كلت وشي بس عديتها، إنما لحد هنا ولأ شكل ابوكي كان عندُه حق،
سِكت شوية وانا يبتسم بهدوء:
_ بابـا؟ اللي حزامُه لِسه معلم علي جسمك من اخر مرة؟
_ متغيريش الموضوع، دا بقا بين ايدين ربنا.
وهي كلمة لو مدخلتيس غيرتي القرف دا انا اللي هقطع الحزام عليكي، فاكراه؟
جزيت علي سناني وانا جسمي بيقشعر، قشعريرة موجُعه تزامنًا مع اخر كلامها، وتجاهلت كُل حاجة، وفتحت باب الشقة وخرجت بتحدي، متجاهلة صوتها الغاصب المتختلط بعياطها من ورايا.. ونزِلت
خرجت من عمارة بيتنا للشارع، منكرش نظرات الجيران وترتني بس مهتمتش، مش عارفة هُما مميزين أن أنا البنت المُنتقبة بنت الشيخ "مُرتضي" ولا مُجرد بنت مُلفتة غريبة عليهُم ؟ بس محطتش في دماغي وكملت طريقي لآخر الشارع وانا بعمل مُكالمة، رجوع بعد سنتين مُقاطعة مع زميلة الجامعة اللي منعني منها، منعني من كُل الناس.. بس انا هرجَع كل دا..
_ يثـربّ؟
ابتسمت بفرحة:
_ مبسوطة انك ممسحتيش رقمي يا دهـب
_ رغم اخر موقف ما بينا معرفتش امسحُه، عاملة ايه؟
_ أنا الحمدلله، عايزة اشوفك انهاردة.
_ دا بجـد؟ وباباكي ممُكن يعرف ويعمل مشكلة لينا زي المـ...
قاطعتها وانا بتنهد وكأن جبل انزاح:
_ مـات
حسيت بدهشتها من الموبايل:
_ فعلًا؟ البقاء لله، خلاص مش لازم نُخرج بقا ونتقابل عندك في البيت.
_ لا مفيش الكلام دا، بُصي أنا عايزاكي تخرجيني خروجة من خروجات زمان؟
_ خروجاتنا؟ انتي مُتاكدة؟ عُمرك يعني ما رضيتِ تُخرجي معانا؟
_ كُل دا انتهي يا دهـب أنا بقا ياستي كُلي ليكي، عايزة اخُرج واتفسح وأشوف الدُنيا اللي معرفش عنها حاجة !.