كل ما تريد معرفتة عن علم البلاغة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
علم البلاغة عند ابن خلدون
والجدير بالذكر إلى أن ابن خلدون ذكر بكتابه العبر أن علم البلاغة الحالي بجميع أقسامه الثلاثة وهي (علم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع) هو التصنيف الحديث لهذا العلم، كما قال بأن أهل اللغة في القدم لم يذكروا “علم البيان” من ضمن علوم البلاغة عندما قاموا بوضعه، وهذا ما جعل علماء اللغة المحدثين لاحقا لتسميته بـعلم البيان.
نشأة علم البلاغة عند أهل المشارقة
أشار ابن خلدون في العبر إلى أن البدايات التي مر بها أهل المشارقة لتطوير علم البلاغة كانت عندما قام جعفر بن يحيى بكتابة كتابه الذي يحمل اسم “نقد الشعر”، وقد ذكر فيه علم البلاغة، وتلاه بعد ذلك الجاحظ، والذي لقب بـزعيم البيان العربي على حد قول عبد العزيز عرفة في كتابه “تاريخ نشأة البلاغة العربية وتطورها”.
كما قام الأديب طه حسين بنسب تأسيس علم البيان العربي له، مشيرا بذلك لكتابه الكبير “البيان والتبيين”، الذي تمكن فيه أن يصف العرب وحالتهم مع البيان العربي بفترة القرن الثاني، مع نصف القرن الثالث الهجري، لكي يعطى بذلك صور متكاملة عن نشأة البيان العربي.
والجدير ذكره أن ابن خلدون قال في كتابه العبر أنه وجد بعد جعفر والجاحظ الكثير من العلماء الذين دونوا عدد من الملاحظات عن تعريف علم البلاغة، ثمّ بدأت آفاق الفن تبدوا في هذا العلم شيئا فشيئا، حتي أتى السكاسكي والذي اعتبر ثالث المؤسسين لعلم البلاغة.
عقب عبد القاهر الجرجاني والزمخشري، لما قام به من تهذيب المسائل المتعلقة فيه، وقام بترتيب أبوابه، لدرجة جعلت منه كتاب لا ينقصه شيء، فلا يحتاج لزيادات بعده، فما كان لمن جاء من بعده من علماء إلا أن يدور حديثه عن ما كتبه وصنفه السكاسكي.