أشياء مختلفة تماماً تربطها علاقات عجيبة لم نكن نتوقعها
التلغراف والحزن والحِداد
كان صمويل مورس (Samuel Morse) رسّاماً رائعاً وربما كان سيكرس حياته لها لولا حدث حزين واحد حدث له والذي قلب حياته كلها رأساً على عقب. فخلال إحدى رحلاته الطويلة، تلقى رسالة من والده تفيد بأن زوجته تتعافى من مرض خطېر، ثم بعد 3 أيام، تلقى رسالة أخرى تفيد بأن زوجته قد ټوفيت، وحزن مورس لأنه لم يستطع توديع حبيبته بسبب بطء وسائل الاتصال، لذلك في غضون 7 سنوات، انضم عن طريق الخطأ إلى محادثة حول الكهرباء، وانطلاقاً من هذه اللحظة بدأ يفكر في اختراع أداة اتصال مريحة وسريعة، وخلال 12 عاماً أخرى، تم إرسال أول “رسالة سريعة” على الإطلاق من واشنطن، وكان هذا بمثابة ثورة في مجال الاتصالات.
طائر الحمام والسړطان!
وجد بعض العلماء من الولايات المتحدة أن طائر الحمام ربما يكون له إسهامات مذهلة في المجال الطبي وبخاصة عندما يتعلق الأمر باكتشاف الخلايا السړطانية. فدماغ الحمامة الذي لا يتعدى حجمه أنملة إصبع السبابة، يستطع معالجة الكثير من الأمور بشكل عجيب كتمييز هويات الوجوه البشرية والتعبيرات العاطفية فيها، هل الشخص يبتسم أم أنه حزين، بالإضافة إلى ميزتين مهمتين في الكشف عن السړطان ألا وهما: إدراك الألوان وغياب الخيال (حيث لا يستطيع الطائر تخيل الأشياء، وبالتالي، لا مجال للشك أثناء إجراء التشخيص) بالإضافة إلى قدرتهم على استحضار أكثر من 1800 صورة.
ولقد خضعت مجموعة الحمام لتدريب لتمييز الصور الميكروسكوبية للأنسجة المصاپة بالسړطان عن تلك السليمة، بمكافأته بالطعام في كل مرة يُقدم فيها إجابة سليمة، وفي غضون شهر توصل الحمام إلى مستوى 80 % من الدقة، حيث بلغ مستوى دقة المجموعة 99٪ وهي نتيجة مذهلة. والسؤال هنا كيف ربط العلماء بين الحمام والسړطان، فهي تُعد من العلاقات غير المتوقعة وغير الشائعة!
اللون الوردي والذكورة
من الشائع الآن أن اللون الأزرق يرمز للذكورة بينما اللون الوردي يشير إلى الأنوثة، ولكن في الحقيقة لم يكن الأمر هكذا منذ البداية، حيث كان يُنظر للون الوردي على أنه لون للأولاد، واللون الأزرق هو لون للفتيات. ويعتبر اللون الأبيض مناسباً لكل من الفتيات والفتيان. ونقطة التحوّل كانت في القرن العشرين بفضل التسويق، فبمجرد تطوّر الطب وبدء تحديد نوع الجنين، بدأت تظهر إعلانات مختلفة تجعل الآباء الذين ينتظرون طفلاً يشترون ملابس من لون معين، وعلى ذِكر هكذا، فإن الدراسات النفسية تُثبت أن الأطفال لا يميلون إلى ألوان بعينها بالفطرة، ولكن نحن من صنعنا هذه التفرقة.
الميداليات الأولمبية والفن
اعتدنا على ربط الأولمبيات بالرياضة فقط، وربما أكثر الأشياء في الأولمبيات والتي تكمن في طياتها “الفن” هي لعبة الجمباز، ولكن ما لا تعلمه أنه في منتصف القرن العشرين، من عام 1912 إلى عام 1948، كانت هناك مسابقات فنية أولمبية، وهذا ما هدف له منذ البداية بيير دي كوبيرتان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة و مصمم رموزها كالعلم و الشعار، والذي آمن بأن الرياضة والفن يسهمان في الصحة العقلية والبدنية، حيث كان يعتقد أن الأعمال الفنية يجب أن تكون مرتبطة بالرياضة، وبالفعل تم منح الميداليات للأعمال الفنية مُقسمة إلى 5 فئات: العمارة، والأدب، والموسيقى، والرسم، والنحت.