لهذا السبب نحب إحدى جداتنا أكثر من الأخرى
انت في الصفحة 2 من صفحتين
تشير إحدى النظريات إلى أن اختلاف الروابط بين الجدة للأم أو الجدة للأب مع الأحفاد يكون بسبب كروموسوم إكس (X)، حيث أن الجدة من ناحية الأم تُشارك أحفادها وحفيداتها بنسبة 25 % من كروموسوم إكس الذي تمتلكه، في حين أن الجدة من ناحية الأب تشارك حفيداتها بواحدة من كروموسومات إكس التي تمتلكها، ولا تُشارك أحفادها بأي شيء.
نظرية الريبة الأبوية – paternal uncertainty
وتشير نظرية أخرى إلى أن هذه الروابط القوية ترجع إلى ما يسمى “بالريبة الأبوية – paternal uncertainty” وهي نظرية تدعي أن الآباء في بعض الأحيان قد يكونوا غير واثقين من أنهم يربون أطفالهم لأنهم لا يلدون الطفل بأنفسهم كما تفعل الأم. وعلى المدى الطويل يقلّ تدخل أفراد عائلة الأب بما في ذلك الجدة من ناحية الأب فيما يخص تقديم الرعاية والحنان لأحفادها. على عكس الأم التي تكون على يقين دائم من أنها أنجبت طفلها، وهذا ما يجعل الروابط الأمومية هي الأقوى في العائلة على مدار الأجيال.
نظريات أخرى تشير إلى الدور الفريد للجدة من ناحية الأم
هذه النظرية التي طورها الروائي التشيلي، أليخاندرو يودوروفسكي (ولقد امتهن أيضاً بعدة مهن أخرى على سبيل المثال مخرج سينمائي، ومسرحي، وكاتب سيناريو، وكاتب مسرحي، وممثل، ومؤلف، وغيرها من المهن الأخرى) وهي تشير إلى أنه من بين جميع أجدادنا الأربعة، نحن نميل لنكون على اتصال وثيق بالجدة من جهة الأم، ووفقاً لنظريته، فإن الجينات قد تتخطى جيلاً وتنتقل من أجدادنا إلينا مباشرةً، الأمر الذي يمكن إثباته من خلال حقيقة أن بعض الأشخاص يشبهون أجدادهم أكثر من أمهاتهم وآبائهم!
ويعتقد جودوروفسكي أنه إلى جانب المواد البيولوجية، فإن الأمهات تنقل العواطف إلى بنا تهن اللاتي ينقلن تلك العواطف لاحقاً إلى أبنائهن.
⇐ نود التنويه أن جميع النظريات التي شاركناها معكم تتحدث عن الدور الخاص للجدة من ناحية الأم في حياة الطفل، ولكن هذا لا يمنع بأننا جميعنا مختلفون ونمتلك روابط وميول مختلفة لعائلات آبائنا وأمهاتنا. لذا، دعونا نكون شاكرين ونقدر الحب والرعاية والحكمة التي يقدمها أجدادنا وجداتنا، بغض النظر عن العلاقة الوراثية، فهم في النهاية يمتلكون طاقة حب وأمان كبيرة لنا.