الجمعة 08 نوفمبر 2024

قصة كان بيت جدتي بوصلة لأرواحنا

موقع أيام نيوز

كان بيت جدتي بوصلة لأرواحنا..وحين سافرت جدتي نحو السماء بقي البيت وفقدنا البوصلة.  أكاد أٌجزم أن بيوت جداتنا كانت معجزة ، فعقلي البشري لايعطيني تفسيراً منطقياً لما كان يحدث في هذه البيوت .. كيف كنا نستمتع باللعب في بيت جدتي إلى هذا الحد ولا توجد به أجهزة كمبيوتر أو تابلت أو لاب توب فقط عروسة قديمة لانعرف لمن كانت و كرة كيف كانت ساحة منزلها آمنة للعب رغم عدم وجود رجل أمن أو حارس عقار  لا أتذكر أن يوماً تراكمت الأطباق داخل حوض مطبخها لا أتذكره غير نظيفاً جافاً رغم عدم وجود غسالة أطباق و تناول أكثر من عشرين فرد الفطور والغداء والعشاء في هذا البيت العجيب  كيف كان غسيل جدتي ناصع البياض رائحته العطرة تملأ الشارع ولم يكن لديها غسالة أوتوماتيك    كيف كانت الفاكهة في هذا البيت تكفي كل هؤلاء الأبناء والأزواج والزوجات والأحفاد والجيران ..رغم أني أتذكر أن جدي بعد عودته عصراً من العمل كان يضع ثلاثة أكياس من الفاكهة ويقول لجدتي (احضرت  2 ك من كل نوع ) كيف كانت جدتي تفعل كل هذا وفي نفس الوقت تسهر معنا وتضحك وتلعب وتحكي لنا أروع القصص وتنام بعدنا وتصحو قبلنا  أسئلة كثيرة تراود عقلي وأبحث عن إجابات لها  أكانت هذه هي البركة  ..أم الحب ..أم الزمن ؟ هل سيأتي يوماً ويتحدث أبنائنا وأحفادنا عن بيوتنا هكذا ..أم فقط سيتذكرون صورنا ونحن نجلس أمام هواتفنا ..هل سيتذكرون تفاصيل بيوتنا كما أتذكر تفاصيل بيت جدتي أم فقط سيتذكرون صوت رنة الميكرويف وغسالة الأطباق عندما ينتهوا من أداء مهمتهم !!!!  هل سيشعروا بالأمان كما أشعر به إذ أغمضت عيني وتذكرت بيت جدتي أم سيتذكرون خوفنا الزائد عليهم من البلكونة العالية ومن العصابة التي ټخطف الأطفال أسفل المنزل و من صعود الأسانسير بمفردهم   هل من تفسير لما كان يحدث في بيوت جداتنا ؟! منقول