قصة عن فصل الشتاء
في قرية صغيرة تقبع بين أحضان الجبال، حيث ترتدي الثلوج البيضاء غطاءها كل شتاء، كان يعيش شاب اسمه عمر. عمر كان يحب الشتاء بكل ما فيه من جليد ورياح عاتية وليال طويلة. كان يرى في الشتاء سحرًا لا يمكن وصفه، سحر يحول العالم حوله إلى لوحة فنية بيضاء نقية.
في إحدى ليالي الشتاء الباردة، عندما كانت القرية تكتسي بالثلوج والجميع في منازلهم يحتمون من البرد، قرر عمر الخروج في نزهة ليلية. كان القمر مكتملًا، ينير الثلوج بضوءه الفضي، مخلفًا وراءه ظلالًا ساحرة. مشى عمر عبر الأزقة المغطاة بالثلوج، يستنشق الهواء البارد النقي، ويستمع إلى صوت خطواته المكتومة على الثلج.
فجأة، لاحظ عمر آثار أقدام غريبة على الثلج. كانت آثار أقدام تبدو كأنها لكائن غير بشړي. مدفوعًا بالفضول وحب المغامرة، قرر عمر اتباع تلك الآثار. قادته الآثار إلى خارج القرية وإلى عمق الغابات المكسوة بالثلوج.
كلما تعمق في الغابة، أصبح الجو أكثر برودة والرياح أشد قسۏة. ولكن شيئًا ما كان يدفعه للاستمرار. في نهاية المطاف، وصل عمر إلى مكان غريب حيث تتجمع الثلوج في أشكال عجيبة، كأنها نحتت بيد فنان.
في ذلك المكان، وجد عمر كائنًا أسطوريًا، كائنًا يشبه التنين ولكنه مكسو بالجليد والثلوج. كان التنين الثلجي ينظر إليه بعيون لامعة تعكس ضوء القمر. في تلك اللحظة، شعر عمر باتصال غريب مع التنين، كأنهما كانا يعرفان بعضهما منذ الأزل.
تحدث التنين إلى عمر بلغة غير مفهومة، لكن عمر شعر بالكلمات في قلبه. أخبره التنين عن أسرار الشتاء والجليد والثلوج، وعن كيفية أن الطبيعة تتحدث إلى من يستمع لها بقلبه.
عاد عمر إلى قريته وهو يحمل معه حكاية لا تُنسى، حكاية عن ليلة شتوية حيث التقى بالتنين الثلجي وتعلم منه أسرار الشتاء العجيبة. ومنذ تلك الليلة، كان عمر ينظر إلى الشتاء بنظرة مختلفة، نظرة تحمل الاحترام والإعجاب لسحر الطبيعة الخفي.