الإمهال نعمةٌ بين الذنب والعفو
انت في الصفحة 2 من صفحتين
صور إمهال الخالق تتعدد ، ونجدها إمهال برزق بوظيفة أو بعلم أو بزواج أو بذرية ، وفي كثير من تفاصيل حياتنا اليومية وكم من ذنب نمضي به ونعود إليه ويمهل الرحيم ويستر ويستر ليسمع استتغفارا ومناجاة ً تذوب لها ملائكة الرحمة ويعقبها نية طيبة وفعل صالح قد يعين ويثمر
{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } هود : 3- 4
كم نرى أمامنا من أناس يصرّون على ما هم عليه من معصية أو مخالفة لأمر إلهي وهناك من لا يدري أو يعلم ولا يلقي للأمر بالا، وحتى إن قدمت نصيحة ًوحاولت تذكيره يستكبر ويتعالى، هو في غفلة عن نعمة من أعظم النعم التي يمن الله بها علينا بين الحين والآخر، لكنه الله الحليم لم يعاجلنا بعقۏبة أو بحساب بل أمهل ليستر ويرحم وهو الرحمن الرحيم .
إن إدراكنا ومعرفتنا للنعمة من أعظم أركان الشكر، معرفتنا واستشعارنا بها يوصلنا الى معرفة المنعم الذي اذا ما عرفناه أحببناه وسعينا بكل ما أوتينا لشكره ،أما من غفل عن إمهاله وستره سبحانه نسي أنه لا بد أن يأتي الأجل الذي به تنتهي أعمارنا وليبدأ موقف الحساب بيننا وبين الله.
هول هذا المشهد ووقوفنا بين الباري يستلزم منا أن نعيد النظر في جل ما ننوي ونفعل، فالأعمار لا تدوم، وما يبقى معنا هي صحائفنا التي خططنا بها ما أردنا، فما المانع أن نخطها بكل ما يكون حرزًا لنا يوم الحساب .
أمام نعمة الإمهال وهي نعمة عظيمة نسأل الله أن يديمها علينا وأن يهدينا صراطه المستقيم راجيين عفوه طامعين برحمته وفضله ولطفه جل في علاه.