قبل مدة طويلة، كان لي جارًا أعرفه !.. وكنت أشاهده في بعض المرات في المسجد لا سيما في يوم الجمعة
وعلمت أن بعد الكرب لابد من أن يأتي الفرج، وأن قول الله تعالى حق:"إن مع العسر يسرا"
لذلك، منذ ذلك الوقت، عاهدت ربي أن أحترم رزقه،
وألا أحقّر طعامًا أو أرميه أو أنبذه في القمامة أبدا ماحييت!
وأعتقد أنني لا أُلام أبدا على مارأيته مني ياشيخ، أليس كذلك؟!
مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة، وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئًا فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء فأجد زوجتي وابنتي ينتظران قدومي لعهما يجدان بيدي شيئا يرفع عنهما ألم الجوع،
ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي،
قلت لها: حتى متى نبقى ونحن ننتظر المoت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبرًا،
فإن رأيت أن تزينيها وتمشطيها وأذهب بها إلى سوق العبيد فأبيعها فأجد بثمنها طعامًا وتجد قومًا يطعمونها فتبقى حية ونسلم جميعًا من المoت الذي بدأ يحاصرنا.
فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت، وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق. فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها، ثم ساومني عليها فتراضينا على اثني عشر ريالًا من الفضة.