قصة وليمة زواج
قصه أقام أحد أغنياء الفلآحين وليمة بمناسبة زواج ابنته كامله
أقام أحد أغنياء الفلآحين وليمة بمناسبة زواج ابنته، ودعا جيرانه وأصاقاءه لحضور الوليمة . وكان عبد الكريم الفلاح الطيب من بين المدعوين. خرج عبد الكريم من منزله قبل غروب الشمس؛ لأن الطريق إلى القرية التي فيها الوليمة طويل.
وفي أثناء سيره رأى عبد الكريم على جانب الطريق سلة بها بعض التمر الحلو.
تخيل عبد الكريم الطعام اللذيذ الكثير الذي سيتناوله في الوليمة، فاقترب من السلة وركلها بقدمه، فانقلبت وتبعثر التمر في التراب .
ضحك عبد الكريم وقال لنفسه : لا حاجه بي اليوم إلى هذا التمر، سوف أتناول في الوليمة طعاماً شهياً كثيراً، أما التمر، فسأتركه لتأكله الماشية والطيور.
واصل عبد الكريم طريقه إلى حفل الزواج . وكانت هناك قناة صغيرة تقطع الطريق، ولا بد لعبد الكريم أن يعبرها إلى الجانب الآخر ليصل إلى مكان الوليمة .
ولم يكن هناك جسر قريب يعبر عليه عبد الكريم، اعتاد عبد الكريم أن يقفز من جانب القناة إلى الجانب الآخر؛ لأن الماء فيها لم يكن عميقاً، ولأن عرض القناة لا يزيد على متر واحد
فوجئ عبد الكريم في ذلك المساء أن الماء قد ارتفع في القناة ارتفاعاً كبيراً واتسع سطحه حتى زاد على ثلاثه أمتار.
وأخذ عبد الكريم يسير على شاطئ القناة مرة إلى اليمين، ومرة إلى اليسار، يبحث عن موضع ضيق من القناة يستطيع ان يقفز منه إلى الجانب الآخر، لكنه لم يجد.
واصل عبد الكريم السير على الشاطئ مسافه طويلة، وكان ارتفاع الماء يزداد في القناة شيئاً فشيئاً، وسطحه يزداد اتساعاً، بينما أخذت الشمس تميل إلى الغروب .
بدأ الطريق يظلم ، وتذكر عبد الكريم أن هذا اليوم هو بداية الفترة التي تأخذ قريته خلالها نصيبها من الماء لري الزرع ، فتمتلئ القناة بالماء بسبب فتح السد الذي يأتي بالماء من النهر، وعندما يزداد ارتفاع الماء في القناة يتسع سطحها ولا يستطيع أحد عبورها.
وقف عبد الكريم حائراً حزيناً ينظر إلى ملابسه الجديدة الغالية وقد أحس بالتعب . تصور عبد الكريم كيف سيكون شكله إن هو قفز ووقع في الماء.
وأخير قال : لن أتمكن من عبور هذه القناة، ولن أستطيع الذهاب إلى الوليمة .وهكذا استدار عبد الكريم عائداً إلى بيته .
كان الوت قد تأخر، سار عبد الكريم والقمر يضىء له الطريق ، بدأ عبد الكريم يشعر بالجوع الشديد، وكلما سار اشتد إحساسه بالجوع .
قال عبد الكريم لنفسه : يحسن بي أن أجلس قليلاً، لكن الجلوس معناه جوع أكثر! وفي الوقت نفسه صرت غير قادر على السير.
أين هو يا ترى؟!. أخذ عبد الكريم يبحث في ضوء القمر لعله يعثر على ذلك التمر الذي ركله بقدمه، بعد قليل شاهد عبد الكريم السلة، وأخذ يتحسس الارض حول السلة في لهفة شديدة ، ويتناول حبات التمر، ويمسح عنها التراب ، ويأكلها.
وكم كان عبد الكريم سعيداً وهو يمضغ ذلك التمر الذي رمى به إلى الأرض منذ ساعات!
وعاد عبد الكريم إلى منزله وهو يقول لنفسه : الا ترم شيئاً له فائدة مهما كان بسيطاً فقد يسعدك أن تجده عندما تحتاج إليه، والذي لا ينفعك اليوم قد تحتاج إليه غداً!.