حكاية شاب سوري كتب لي ذات مرة أن خِطبته فُسخت
شاب سوري كتب لي ذات مرة أن خِطبته فُسخت بعد عامين من الخطبة وأنه لم يستطع التكيف أبدًا مع مسألة فض الخطبة فبات يلاحق مخطوبته عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي و الواقعي حتى أخبَرتهُ الفتاة في النهاية بأنها تحبُ رجلًا غيره وقررت الزواج منه لأنه سيوفر لها حياة آمنة وعيشًا رغدًا على خلاف صاحبنا الذي أهلكته الحړب فأصبح بالكاد يملك قوت يومه
-البنت أخبرتني أنها لا تفكر في الزواج أصلًا وأن خطيبها السابق أحبُ رجال الأرض لقلبها ولكن توفى والدها في منذ سنوات وترك لها ثلاثة أخوة صغار أكبرهم يملك عشرة سنوات فقط ولا يلبي احتياجتهم سوى خطيبها المُستنزف ماديًا فقررت أن ترفع عنه العبء لأنها تحبه وتحب ألا تستنزفه أكثر من اللازم، برعاية ثلاث أخوة وهي الرابعة
بعد أيام علمتُ أن الفتى استقر في تركيا "حتى لا يستنشق هواء ملوثًا بأنفاسها" والله هكذا قال نصًا وأما الفتاة حدثتني مرة فقالت لي أظننا لن نجتمع ثانية أبدًا لكنني سأطلب من الله أن أتزوجه في الجنة!
عندما ندخل الجنة لابد أن أبحث عنه وسأحكي له أنني ما ابتعدت عنه إلا لأنني أشفق عليه وأظنه سيشفق عليّ هو الآخر فيسامحني
خبرٌ مُحزن؛ لكن أظنهما أصبحا بخير الآن أظنها قد شرحت له الأمر وأفهمته أنها ما تخلت عنه إلا لكونها تشفق عليه وأظنه أشفق عليها هو الآخر فسامحها
الآن فهمت أن هذه الدنيا لا تليق بالطيبين والله وأن الله أراد بهم خيرًا عندما رفعهما معًا إليه فلم يترك واحدًا يتعذب برحيل الآخر
رضي الله عن السوريين وأرضاهم ملء أرضه