تقول تزوجنا بعد سنة من التخرج أحببته وأحبني كثيرًا
طمأنني وهو يقول :
كنت أعرف معدنك جيدًا وأعرف حبي في قلبك لذا تركت الحياة تُعلمك الدرس جيدًا في غياب إهتمامي بكِ ،
لتشعري بما كنت أقدمه على مقدرتي وقد صرت جافيًا الآن.
من يومها ولم أُخبر أحدًا عن حياتنا لا صديق أو قريب فمن لا ينصحك فهو عدو لك ولبيتك.
فالصديق القريب هو من يُحدثك بالصلح ويجعلك ترضى عن حياتك البسيطة رغم ما عنده من ثراء ،
ولا يُشعرك بقلة ما عندك أمام كثرة ما عنده حتى لا تنقم على حياتك ومن ثم يحل الخراب في حياتك وحدك.
في البداية لم أكن أعني بحديثهم كثيرًا ولا آخذه على محمل الجد أبدًا حتى صار حديثهم بالفعل يُضايقني ومع كثرة أحاديثهم على نفس الشاكلة صرت أتعلل له بمرضي وأشكو قلة راحتي يُحاول إرضائي ببعض الزهور فأتذكر الإسورة الذهبية التي جاءت لصديقتي من زوجها فأنقم عليه وأقول :
أما رأيت أثمن من هذه ؟
يُحاول في يومٍ آخر دعوتي للعشاء في مطعم بسيط يُناسب ميزانيته فأتذكر صور المطعم الفاخر الذي تعتاد قريبتي الذهاب إليه رفقة زوجها فأقول وهو يرسم السعادة على وجهه لأنه يعتقد أني سعيدة :
كل هذه السعادة لهكذا مطعم فماذا ستفعل لو ذهبنا للمطعم الفلاني ؟
فيكسو الحزن وجهه ويتناول طعامه بحنق شديد ،
و و و حتى ضاق هو الآخر بمجالستي وقد تغيرت كثيرًا عن ذي قبل ، كفّ عن إحضار الزهور لأني حتمًا سأقول بها عيبًا ، كفّ عن دعوتي لأي مطعم لأني لن أمدح صنيعه أبدًا ، كفّ عن مُحاولة إرضائي بما في وسعه لأني بالطبع لن أبادله شعور الرضا .