حكايات أطفال مكتوبة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قالت حبيبة في حزن: “إنني حزينة لأن اختياراتي لا تحظى على الدوام بإعجاب الجميع”؛ فقالت لها شقيقتها منة في هدوء بالغ بعدما اقتربت منها كثيرا: “الأمر لا يستدعي حزنكِ يا حبيبتي، فالأمر ليس كما تظننين على الإطلاق، فقد أعجبتا بكل شيء، وأكبر دليل على ذلك إنهما تستمتعان بقضاء وقتهما معنا”.
فأسرعت حبيبة بقول: “ولكنهما قالتا إن الطعام ينقصه قليل من الملح، فلم يعجبهما الطعام الذي أعده، والفيلم المفضل بالنسبة لي لم يعجبهما أيضا”، ضمتها “منة” لصدرها قائلة: “لقد قالت صديقتي أسماء أنها أصابها الملل من اللعبة التي اقترحت لعبها، وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بالضيق.. أختي إن اختلاف الرأي لا يفسد بيننا للود قضية، وكل منا له اختياراته الشخصية، وعلى كل منا ألا يقيد نفسه باختيارات الآخرين وأن يبدي رأيه وحسب في أي شيء من حوله دون أن يجرح الآخرين، أختي أنا أرى أن كل واحدة منهما أبدت رأيها الشخصي دون أن ټجرح أحد منا وإلا ما بقيا معنا حتى هذه اللحظة ولا استاءتا وحزنتا لحزنكِ”.
فكرت “حبيبة” قليلا في حديث شقيقتها والتي من المفترض أنها تصغرها في العمر إلا إنها اكتشفت أن شقيقتها تمتلك الكثير من رجاحة العقل والحكمة والرزانة، قالت حبيبة لشقيقتها منة وكانت قد اتسمت بالكثير من الهدوء على عكس ما كانت عليه منذ دقائق قليلة: “أتعلمين إنكِ محقة في كل حرف ذكرتيه يا أختي، لقد بالغت في رد فعلي، ولكن من الرائع أنكِ ساعدتني في رؤية الأمر بشكل واضح وجلي ومن زاوية أخرى”.
صمتت حبيبة ثم قالت وقد بدا عليها الحرج الشديد: “أعتقد أنه يجب علي أن أعتذر لهما على ردة فعلي وتصرفي المفاجئ والمبالغ فيه، أرجو من الله ألا تكونا قد شعرتا بالإحراج مما فعلت”.
ابتسمت في وجهها منة وقالت: “دعكِ من كل هذا، علينا أن نستمتع بوقتنا وألا نضيع ثانية واحدة”، وعند دخول الأختان لغرفة المعيشة مرة ثانية بعد عودتهما ضحكت “منة” وهمست لشقيقتها “حبيبة” قائلة: “انظري يا أختي العزيزة فجميع الأطباق قد باتت فارغة”!
ضحكت حبيبة وكانت تغمرها سعادة بالغة وقالت لشقيقتها: “إن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الطعام الذي أعددته قد نال إعجابهما”.