رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
سألت نفسها مرارا عن مدى معرفة العاملين في المستشفي بعلاقتها بأدهم..؟..لم يتجرأ احد منهم عن سؤالها عن علاقتها به وهى ماذا تستطيع القول ....لكن من تجمعهم في حجرتها وسردهم لافضاله علي مسامعها علمت انهم يعلمون اكثر مما تتوقع ....
في مرور الطبيب الصباحى عليها اليوم سمح لها بالخروج مع تعليمات مشددة بالراحة لمدة اسبوع هبه ضحكت في سرها بسخرية مريرة من وضعها...
- راحه هو انا عندى غير الراحه...؟
بعد ان قرر الطبيب خروجها فوجئت بحضورالماس الي المستشفي فهى لم ترها منذ ان تركتها قبل العملية ... الماس احضرت لها حقيبة كبيرة ممتلئه بملابسها مما اثار دهشة هبه .. - ليه الغيارات دى كلها يا مدام ...انا هخرج علي البيت مش هحتاجهم......الماس هزت كتفيها وقالت بروتنيه ....- اوامر ادهم بيه
هبة سألتها بدهشه ....- ادهم طلب منك تجهزى شنطه كبيرة ليه وتجبيها المستشفي ؟؟؟؟ طيب قالك هنمشي امتى ؟
اكملت لنفسها...هرجع امتى لسجنى...؟
لدهشتها الماس قالت ....
- ادهم بيه بلغنى انى احضرلك الشنطه واساعدك تلبسي ومقالش اي حاجه تانيه
الماس جاسوس ادهم وخادمته المطيعه تنفذ تعليماته حرفيا.... وبالطبع لن تسأله عن المزيد من المعلومات مالم يعطيها اياها بنفسه ...هى فقط تنفذ
هبه جلست تنتظر بملل..اخيرا الماس تلقت اتصال علي هاتفها.. - ايوه يا فندم هي جاهزه
المكالمة انتهت ...كلمات موجزه انهت المكالمه وحددت مصيرها...وهاهى مستعده ... مستعدة للعودة للسجن...احست بالظلم ...مرضها عظم من احساس الظلم والقهر لديها ...ستعود لشقتها مريضه وحيده وسجينه ...
هبه انتظرت اتصال اخر من السائق كالمعتاد ...لكن ما حدث اذهلها. . طرق خفيف علي باب غرفتها تبعه دخول ادهم بنفسه للغرفة واشارته لالماس بالخروج... الماس خرجت فورا...
ادهم تعمد الحديث بجديه ..كلامه كان خالي من اي تعبير... - الافضل في الفتره الجايه انك تفضلي في بيتى...صمت للحظات ثم اكمل
فترة النقاهه بتاعتك محتاجه عنايه ومكان مفتوح فيه جناين وهوا نضيف الشقة بتاعتك مش مناسبه..
هبه لم تحاول الاعتراض.... المرض والوحدة ارهقوها ...فهى تحتاج الان للشعور بالحمايه .. بالامان والا سوف تجن ...الوحدة في ظل ظروفها الحالية غير محتملة...هو قال فترة نقاهه ...فليكن ستقبل بعرضه ..ستخرج من سجن صغير لسجن اكبر ...لكنه كان العرض الوحيد المعروض عليها
هبه تجنبت النظر اليه وهزت رأسها بالموافقه...موافقتها السهله اذهلته وكأنه كان مستعد لجدالها ...عينيه اتسعت بصدم#مه ولكنه تمالك نفسه بسرعه
و ضرب الجرس فوق سريرها...اقترابه منها ارسل ذبذبات في كل جسدها قلبها خفق بعنف....الممرضه دخلت بكرسي متحرك وساعدتها علي الجلوس عليه ...الماس دخلت وتناولت حقيبتها المعدة مسبقا... اما ادهم فغادرغرفتها دون اضافة المزيد من الكلام...
الممرضة دفعت الكرسي بلطف واوصلتها الي سيارة فان سوداء مفتوحه السائق تناول الكرسي من الممرضة وادخلها بالكرسي في السيارة في مكان مخصص للكرسي ...السيارة مصممه لاستيعاب الكرسي المتحرك الممرضة والماس ركبوا بجوارها في الخلف ..السائق سحب الباب واغلقه ثم انطلق الي وجهة مجهوله...
جميع نوافذ السيارة كانت تحمل زجاج بلون اسود داكن وايضا مغطاه بستائر سميكه .... السيارة مريحة وسريعة تليق بالملياردير ادهم البسطاويسى ومرضى مستشفاه الفخم
هبه اغمضت عينيها واسندت رأسها علي النافذة الصغيرة بجوارها واستسلمت للنوم ....