رواية سجن العصفورة للكاتبة داليا الكومي كاملة
هبه اجابته بخجل ....- شاي
ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال ... - لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبه وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه ...لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو يلمس الفوونوجراف بلطف...- مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجه معينه..؟
هبه هزت راسها فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار ...- لا اللي انت تحبه
ادهم ابتسم بسخريه .....- اللي انا احبه ... خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع " لتشايكوفسكي "... سألها بحدة شديدة ... - ايه رأيك ؟؟؟؟
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته ...هبه اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى ... - روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه
ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق ...- جناين قصرى انا..؟
هبه هزت رأسها وأكدت... - ايوه جناينك ...تحفه الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته...
اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق ....- عجبتك الجناين فعلا ...؟ طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...؟
هبه هزت رأسها وقالت ...- طبعا .... ده انا كمان بقيت منبهره اكتر... انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعه في الباليه ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة... - بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم الموجود في البالية..
هبه ردت بعند ..- انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان .. بس برده نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة ..- انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة
لادهم والشاي لها وخرجت فورا...
هبه بدأت تشرب الشاي ...جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد لها الم معدتها البسيط ...ادهم سألها فجأه ..
- قلتى عاوزه تتكلمى معايا في حاجه ...؟ هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجودها معه انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلته....
صفت صوتها بنحنحة خافتة وقالت... - ايوه ....بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة ...- مالهم طقم الحراسة...؟
هبه اخبرته بندم واضح... - حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل
ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية....- متأكده...؟
هبه احمروجهها بشده لانها فهمت الى ما يلمح بسؤاله الساخر
هبه تجاهلت تلميحه واكملت ...- ارجوك يا ادهم...اديهم فرصة تانية...انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤله عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس.... - في العالم بتاعى ياهبه فيه حاجات مافيهاش تهاون او تقصير ..بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب ...حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا...