الأحد 01 ديسمبر 2024

صباحا في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

شړا 
ما انا قلت لك تعالي من الآخر وما حدش هيدري ولا هيحس بيكي وما لكيش حد يسألك رايحه فين ولا جايه منين وركبتي دماغك وعملتي الغلط مع اللي ما ينفعش يتعمل معاهم الغلط 
واثناء انشغالهم في الحديث انقطعت الكهرباء عن المكان بأكمله وباتت مريم اكثر ړعبا واطمئنت تلك الشيطانة الواقفة أمامها على سير خطتها المحكمة 
وفجأة احست مريم بالغدر فهي شديده الذكاء فانطلقت مسرعة من امامها الى الخارج واشعلت اضاءة هاتفها واختبئت في مكان خلف الدار لا يعرفه احد فهي تحفظها عن ظهر قلب 
ثم ضغطت زر الاتصال علي منقذها الدائم الذي يرسله الله لها دون اي تخطيطات لكل منهما 
وما ان اتتها الاجابه حتى قالت بصوت ملئ بالفزع تطلب منه انقاذها 
الحقني يا دكتور انا في مصېبة ومش عارفة اعمل ايه اكيد حضرتك شفت الفيديو اللي اتعرض وده اللي انا كنت قايلة لك عليه وانا حاسه ان هي اللي ورا قطع النور ده وانها حاولت تعترض طريقي علشان مخرجش أو عايزة تعمل حاجة تانية أنا
مش فاهماها 
ثم مشطت المكان بأعينها پخوف رهيب وهي تخشى ان تراها عيون تلك الحية التي تهاجمها من كل صوب وحدب 
واسترسلت حديثها بعيناي كلها خوف ورجفة من القادم 
انا عايزه امشي من هنا فورا انا جريت واستخبيت في مكان مش هيعرفوا يوصلوا لي فيه دلوقتي لكن مجرد خمس دقائق بالكتير هيكونوا قدامي لو دوروا يا ريت تيجي تاخدني علشان انا مړعوپة جدا 
بالفعل كان ذلك الرحيم يبحث عنها في
كل مكان خاصه بعد انقطاع الكهرباء اللامناسب في ذاك التوقيت بالتحديد وعندما راى نقش اسمها على الهاتف اجابها على الفور وعندما استمع الى حديثها كان بالفعل خارج وركب سيارته منطلقا الى مكانها في بضع ثواني
وفي الوقت ذاته كانت رجال تلك الحية عيونهم تبحث عنها في كل مكان حتى وجدوها تسرع مهرولة الى تلك السيارة 
حاولوا اللحاق بها مهرولين بنفس السرعة لكن يشاء القدر ان تصعد السيارة وتغلقها وفورا في غصون ثواني انطلق رحيم مسرعا بها 
وفي ذات الوقت تواصلوا مع زعيمتهم عبر سماعه الهاتف مرددين بإحباط 
للأسف يامدام هربت في عربية أخدتها ومشيت والعربية دي كانت مستنياها 
استمعت إلي حديثهم پغضب عارم وكورت يديها وسحقت علي اسنانها بغل مرددة علي عجالة بسخط 
وراها يابهايم في لمح البصر تكونوا لحقتوا العربيه ووصلتوا لها ومتعملوش اي خطوة إلا بأمر مني 
الدار ملهاش غير طريق واحد بس يعني فرصة تسوقوا بأقصي سرعة وتجيبوهالي وإلا هتكونوا في قبوركم النهاردة 
اثناء إلقاء الأوامر إليهم كانوا بالفعل صعدوا السيارة وانطلقوا مسرعين وهي مازالت تلقي عليهم عبارات السباب اللاذع 
وبالفعل استطاعوا الوصول إلى السيارة واصبحت في مرمي ابصارهم 
اما داخل السيارة كانت تلك المسكينة تندب روعها وتندب خوفا وړعبا مما ستتلقاه في الأيام الم 
وبجانبها رحيم مشفقا على حالتها وعلى روعها ويلقي عليها عبارات الإطمئنان
ممكن بقى كفايه دموع من ساعه ما مشينا وإنتي عماله ټعيطي العياط عمره ما هيعمل لك حاجه بالعكس هيأثر في نفسيتك اكتر مش هيخليكي تعرفي تفكري ولا تركزي في اللي جاي ممكن تهدي بقى يا مريم علشان بجد دموعك زلزلتني 
القي عليها تلك الكلمات واعطاها منديلا ورقيا لكي تجفف دموعها اخذته من يده بيد مرتعشه ورددت بصوت متقطع أثر البكاء
مش قلت لك انها بقت قويه جدا وواصلة ومش هتسيبني في حالي 
واسترسلت حديثها بۏجع وقلب ينبض ارتعابا
عمرها ماهتنسي القلم اللي ادتهولها وأديها انتهت بڤضيحة ليا ومستقبلي ضاع 
وأثناء حديثها رأي رحيم سيارتان تتبعاه من خلال انعكاس المرآة 
ازداد قلقا عليها وبدا له ان الموقف لايحتمل طمأنة بالفعل 
وزاد من سرعته بطريقة أرعبتها وجعلتها تلتفت يمينا ويسارا كي تري مالذي يحدث حولها 
وما إن رأت تلك السيارتان حتي ازادادت هلعا ليس علي حالها فقط بل علي ذلك الجالس بجانبها يحاول بأقصى جهده كي ينقذها من براثينهم 
ورددت وهي علي حالة التفاتاتها 
إنت كدة هتتأذي بسببي وأنا مارضاش ليك الأذية ممكن تنزلني وأنا ومصيري وإللي ربنا كاتبه لي هشوفه 
نظر إليها پغضب علي ماتفوهت به اثناء سيرانه السريع وردد بتصميم ومقاطعة لكلماتها التي لاتسمن ولا تغني من جوع
انتي متخيلة اني ممكن اسيبك في الليلة المهببة اللي ما يعلم بها الا ربنا دي !
ممكن تهدي بقى خلينا نركز نشوف هنفلت منهم ازاي لأنهم كتير والكتره تغلب الشجاعة 
ومهما حصل انا مش هسمح لهم يقربوا منك 
اما على الجهة الأخرى كانت تتابعهم باستمرار مرددة بعصبية 
طالما شايفينها يا بهايم انتوا هاجموها بسرعه قبل ما يطلعوا على الطريق العام وساعتها مش هتعرفوا تعملوا حاجه وعلى الله ما تخلصوش المهمة وتجيبوها لي لحد عندي سليمه ما فيهاش خدش واحد 
رد عليها واحدا منهم بتساؤل واستفسار
طب واللي معاها يا هانم نعمل فيه ايه
اجابته على الفور بأمر 
انتم ليكم مهمة محددة تجيبوها لي لحد عندي وما لكوش دعوة باللي معاها انا مش
ناقصه بلاوي ومصايب انتم قد التيران تاخدوها منه وتسيبوه من غير اي اذى لأي طرف انا مش عايزه غير هي وبس فاهمين 
استمعوا الى اوامرها بطاعه عمياء وفورا زادوا من سرعتهم الى اقصاها الى ان وصلوا الى سيارة رحيم وبقي بضع سنتيمترات فقط على مهاجمتهم 
فلنعبر بخيالنا إلي إيطاليا 
والتي تعتبر بإجماع الكثيرين وحسب آراء العديدين عاصمة الفن العالمية ولا شك أن ميلانو إحدى أهم المدن الفنية في العالم بالإضافة إلى أنها تنضح بالتاريخ المتمثل في كنيسة سانتا ماريا ديل جراتسي لليوناردة دافنشي بل تحتوي على أعظم متاحف العالم على الرغم من أنها تعج بالمتاحف الشهيرة لكن تعتبر لوحة الموناليزا للرسام ليوناردو دا فينشي التحفة الفنية الأشهر في البلاد 
كما انها
بلد الأزياء العالمية وتقام فيها مختلف الفنون التشكيلية الجميلة 
حيث وصل مالك إلي تلك البلدة متجها إلي ذاك الفندق الذي تم حجزه 
وبدور عمال الفندق قاموا بإيصاله إلي جناحه المحجوز بعد إنهاء إجراءات الحجز والإتمام عليها 
دخل الي ذلك الجناح بجسد منهك ومتعب
أثر ساعات السفر 
ألقي بحاله علي الفراش لكي يعطي لجسده مهلة من الراحة لكي يستعيد نشاطه 
وما إن وضع رأسه علي التخت حتي ذهب في سبات عميق جراء ساعات السفر المرهقة له 
وبعد مرور ثلاث ساعات من الراحة والاسترخاء قام من نومه وأخذ حماما دافئا وتوضي وقام بآداء فريضة العشاء ثم ارتدي حلته الكاجوال وساعة يده ذات اللون الأسود المفضل لديه ثم خرج من الجناح وبيده حقيبته الخاصة منتظرا في مطعم الفندق موعده مع صاحبة دار أزياء مشتركة في العرض السنوي وتعتبر المستورد الأساسي لدى المالك جروب
وصل إلي المكان وجلس في ركن هادئ بعيدا عن الضوضاء ثم طلب قهوته المعتادة وأمسك الهاتف وقام بإرسال رسالة لتلك السيدة بمكانه
وقام بفتح حاسوبه يراجع أخر ماوصل إليه من تصميمات 
وبعد مرور حوالي خمس عشرة دقيقة وصلت تلك السيدة وحددت مكانه لأنها تحفظ صورته عن ظهر قلب فهي ملمة بجميع المصممين والمصممات وخاصه المحترفين منهم في جميع أنحاء العالم عدا ذاك المالك فهى تحفظه عن ظهر قلب
وصلت إليه ورددت بابتسامة مشرقة
مالك الجوهري محتكر ماركة ريما ستور صح ولا انا غلطانة 
رفع عيناه لأعلي كي يرى من صاحبة الصوت الأنثوي الذي يتحدث المصرية بطلاقة 
وإذا به تفاجأ بصاحبة العيون الفيروزية والبشرة الشقراء والوجه المستدير الذي تزينه الابتسامه الخلابة 
إنها لحقا صاحبة الإطلالة الأجنبية في حيز الروح المصرية 
ابتسم وقام من مكانه ملقيا عليها التحية بكل تهذب ومد يده قائلا
أهلا بصاحبة التصميمات المميزة وإللي كل سنه تصميماتها تكتسح العرض لأنها فعلا مختلفة ومبهرة 
ذهب إلي مكان جلوسها ثم قام بإزاحة المقعد لكي تجلس في حركة منه تدل على مدي ذوقه في التعامل مرددا بلطف 
اتفضلي يافندم 
جلست علي المقعد بكل أريحية وشكرته بعيناها بامتنان علي لطفه معاها واستمعت إلي سؤاله الذي ينم عن سرعة بديهيته في التعامل مع الأشخاص مرددا
بس إنتي بتتكلمي عربي كويس جدا مع إنك مش من أصل عربي علي ماأعتقد وبالتحديد طريقه كلامك زي المصريين بالظبط 
ابتسمت لسؤاله وأجابته باستفاضة قائلة 
صح جدا ده إنت طلعت بتفهمها وهي طايرة مش انتم المصريين بتقولوا كدة 
أشار اليها بضحكة وإشارة برأسه علامة على صحة حديثها 
واسترسلت حديثها بعيناي تفيض حبا لمصر وأهلها 
شوف يا مستر ولو تسمح لي أتعامل معاك بدون رسميات ملهاش لازمة 
أجابها بموافقة هاتفا بترحيب
عادي جدا خدي راحتك يامدام جوليا 
أكملت حديثها بحب نابع لذكرياتها المحببة لقلبها عن أعظم بلد قامت بزيارتها العديد من المرات 
بابا كان دايما ياخدني زياره لمصر كل سنة وأنا طفلة صغيرة متتصورش الرحلة دي بالنسبه لي كانت من أحسن الرحلات إللي بابي كان بيطلعهالي في جميع أنحاء العالم 
وكمان أنا واخدة كورس لغة عربية وكنت دايما بتابع الدراما المصرية وبعشقها جدا ولحد دلوقتي من أقرب الدراما لقلبي وميعديش عليا يوم إلا لازم أستمتع بفيلم أو مسلسل شدنى فباتالى بعرف أتكلم مصرى كويس وحافظة كتييير من إفيهات المصريين اللى بجد funny 
علامات الاندهاش بدت علي وجههه من حديثها الذي لم يكن بحسبانه 
وحتي شكلها ككل لم يكن بحسابنه
فقد كان عالقا في ذهنه ومتخيلا أن صاحبة تلك الإمبراطورية العظيمة سيدة ذات سنا أكبر من ذلك 
ورد علي حديثها بإعجاب
قد كده بتحبي مصر والمصريين من لمعة عينك وإنتي بتحكي عن زياراتك ليها 
جدا بحبها وبحب هواها وناسها وكل معالمها جملة صادقه نطقتها تلك الجوليا 
واسترسلت وهي تقوم بفتح حاسوبها 
نقدر بقي نبتدى شغل 
إنت كنت قلت لي إنك عندك كذا تصميم مختلفين جدا ومبهرين ممكن أشوفهم 
قام بفتح الملف لتلك التصميمات ووجه الشاشة إليها مرددا بموافقة
اتفضلي وعايز رأيك فيهم بكل عملية 
ما إن رأت التصميمات وجابت بها بأعينها مدققة النظر بها والتي لفتت انتباهها ببراعة حتي ظهرت علامات الانبهار بتلك التصميمات هاتفة
oh my good its wonderful
إزاي التصميمات دي
ما تعرضهاش في الاتيليه السنوي وتحتكرها جوه مصر بس 
وخاصه ان الماركه دي بالذات رقيقه في تصاميمها وكمان فيها ميزه من تصاميم الشرق والغرب مع بعض 
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه متعجبة ارتسمت رغما عنه حين ألقي علي مسامعه ذاك السؤال
شوفي إنتي إعجابك الشديد بالتصميمات دي وانها شدتك جدا وخلاكي منبهرة بيها خلاكي تتعجبي إزاي
إحنا بقى كفريق عمل بنتعامل في التصاميم دي مع مجهول كل إللي يجمعنا بيه رقم تليفون وإيميلات بس 
واسترسل حديثه بتعحب عن حالة مالكة التصميمات
تصوري إنها رافضة رفض قاطع إنها تظهر للعلن وإن الناس تعرفها أو إحنا حتي نعرفها !
بدت علامات الدهشة علي وجهها من سمعته أذناها للتو وتحدثت باندهاش واستفسار
إزاي كلامك ده يامستر مالك !
واحدة زي دي ماركتها مسمعة في الشرق الأوسط كله ومحدش يعرفها 
واستطردت حديثها بتساؤل
طيب ليه ماديتوهاش مكانتها إللي تستحقها وعرضتوا عليها عروض مغرية وتخلوها
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات