قبل مدة طويلة، كان لي جارًا أعرفه !.. وكنت أشاهده في بعض المرات في المسجد لا سيما في يوم الجمعة
فلم أستطع ألا ان أبادر بسؤاله عن تصرفه العجيب في السابق!
فأخبرني مُبتسما:
ياشيخي، لقد رأيت طعامًا صالحا للأكل بداخل صندوق القمامة!
فستنكرت رميه فيها، وفضّلت أن آخذ هذا الطعام،
وأضعه في مكان آخر غير مُهين مثل "صندوق القمامة"!!
ثم أكمل...
والله!.. لو تعلم فقد مر بي جوع كبير، وإبتلاء عظيم! لا يتحمله أحد!
لذلك، وضعت عهدًا بيني وبين ربي، على ألا أترفع عن طعام مهما كان حاله!
هنا بدأت اسأله عن قصته، ليبدأ بسردها لي كـالتالي:
كان لي زوجة عظيمة وإبنة كالقمر، وكنت أحاول جاهدا
أن أقوم بواجبي في رعايتهما والاحسان إليهما.
فأصبحت أعرض نفسي على من يجعلني أجيرا عنده، أو عاملًا يوميًا.. فلا أجد!
وأصبحت حياتي في مرحلة ما لا تطاق، أعود إلى البيت
لأرى زوجتي وإبنتي ينتظران مجيئي بشئ قد يرفع عنهم مرارة الجوع!
لدرجة أنه مر ثلاثة أيام لم أستطع خلالها أن أُدخل شيئًا الى بيتي!
حينها، كنت قد شعرت بالفعل، أن حلول الأرض قد إنتهت، وبقيت حلول السماء.