الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

بعد ليلة زواج زوجي بعد عشر سنوات مِن المُحاولات اليائسة للإنجاب

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

تغييرها.
أشارت لي جارتي إلى سيدة أعمال معروفة تخطط لإطلاق مشروع يعمل على توظيف ربات البيوت في مجال التطريز التراثي الشهير في بلدنا. كانت السيدة مغتربة ترغب في بدء مشروع ربحي جديد يساعد الأسر المتعففة على الإنتاج والعمل وتتولى هي تسويق المنتجات في بلد إقامتها.
كانت تبحث عن شخص يتولى الإشراف على العمل والتطريز وشراء المواد الخام والتفصيل. وهذا بالضبط ما كنت أتقنه وأبدع فيه. عملت بجد واجتهاد حيث كنت أقوم بالتطريز ليلا والإشراف على السيدات نهارا.
أقامت السيدة أول معرض لنا في الخارج ونال إعجاب الحضور. بدأت أربح ما يكفيني ويزيد وبعد مرور ثلاث سنوات على بدء المشروع أصبحت شريكة فيه بنسبة 40.
الآن أتأهب للسفر للإشراف على معرض كبير ونحن بصدد إطلاق خط إنتاج جديد يدمج التطريز في صناعة الأثاث. سأتلقى التدريب المطلوب عند وصولي هناك لاكتساب مهارات جديدة وتطوير مشروعنا بشكل أكبر.
أشعر بسعادة غامرة ولم أعد أبكي على حظي المؤلم فقط أفكر في مساعدة الآخرين وتطوير نفسي وإسعادها. أرى الحياة الآن من منظور أكبر وأشمل. كانت رغبة الله لي أن أتبنى دورا مختلفا مساعدة السيدات الأرامل والمطلقات لتوفير حياة كريمة لهن ولأطفالهن.
بدلا من وجود طفل واحد أصبح لدي الآن عشرات الأطفال الذين أسأل عنهم وأشرف على أحوالهم. أخيرا تصالحت مع نفسي وأحببتها.
أقول لك يا عزيزتي إن الله لم يخلق أحدا منا دون سبب. لكل واحد منا هدف ودور في بناء الأرض ولا يجب أن يكون مستنسخا من أدوار الآخرين. السعادة ليست مقتصرة على الزواج فهناك من لم تجد السعادة إلا بعد الانفصال. وليست في الأولاد فبعض الأمهات يكون أولادها عبء عليها. ابحثي عن هدفك وسعي لتحقيقه وارفضي أن تكوني في دور غير بطولي في حياتك. هذه نصيحة لك.
بدأت أنظر إلى الحياة بتفاؤل أكبر وأتعاون مع السيدات الأرامل والمطلقات لتعزيز مهاراتهن وتحسين ظروفهن المعيشية. بفضل مشروع التطريز الذي أنشأناه معا أصبح لدينا مصدر دخل مستدام يعود بالنفع على الجميع.
ومع مرور الوقت ظل المشروع يتوسع وينمو وتعاونا مع المزيد من السيدات الذين كانوا
يبحثون عن فرصة لإظهار مواهبهم وتحسين حياتهم. توسعنا ليس فقط في مجال التطريز التراثي بل تعلمنا أيضا فنون جديدة وأساليب حديثة في صناعة الأثاث والمفروشات.
بينما استمرت نجاحات المشروع استمرت أيضا رغبتي في مساعدة المجتمع من حولي. قررت إنشاء مؤسسة خيرية تهدف إلى دعم التعليم والتأهيل المهني للنساء المحرومات ليتمكن الجميع من الوصول إلى حياة أفضل.
وبمرور السنين أصبحت المؤسسة الخيرية واحدة من أكبر المنظمات النسائية المحلية والتي تلهم النساء في جميع أنحاء البلاد. رغم كل الصعوبات والتحديات لم أستسلم لحظي العاثر بل قررت أن أحارب من أجل تحقيق هدفي وتحسين حياتي.
أصبحت الآن مصدر إلهام للعديد من النساء الذين يواجهون تحديات مماثلة وأقدم لهم المشورة والدعم للعثور على طريقهن الخاص وتحقيق طموحاتهن. وكلما نظرت إلى الوراء أدركت أن الله وهبني فرصة للنجاح والتأثير الإيجابي على حياة الآخرين فاستغللتها بكل قوة وإصرار.

انت في الصفحة 2 من صفحتين