قصة الطفل الكفيف
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي اوّل أبنائي ومازلت
أذكر تلك الليله.. بقيت الي آخر الليل مع الشله في إحدى الاستراحات
كانت سهره مليئه بالكلام الفارغ بل بالغيبه والتعليقات المحرمه كنت
انا الذي أتولي في الغالب إضحاكهم.. وغيبه الناس وهم يضحكون أذكر
ليلتها اني اضحكتهم كثيرا كنت امتلك موهبه عجيبه في التقليد
بإمكاني تغيير نبره صوتي حتى تصبح قريبه من الشخص الذي اسخر منه
اجل كنت اسخر من هذا وذاك… لم يسلم احد مني حتى اصحابي…
صار بعض الناس يتجنبني كي يسلم من لساني..
اذكر أني تلك الليله سخرت من أعمى رايته يتسوّب في السوق…
والأكثر سوءً اني وضعت قدمي أمامه فتعثر وسقط يتلفت برأسه
لا يدري ما يقول… وانطلقت ضحكتي تدوي في السوق
عدت إلى بيتي متأخرًا كالعاده.. وجدت زوجتي في انتظاري كانت في حاله يرثي لها..
قالت بصوت متهدج: محمود… أين كنت ؟
قلت ساخرًا:في المريخ…. عند اصحابي طبعا
كان الاعياء ظاهرا عليها…
قالت والكلام يخنقها:محمود…انا تعبانه
جدا والظاهر ان موعد ولادتي صار وشيكًا..
سقطت دمعه صامته على خدها أحسست اني اهملت
زوجتي وكان المفروض اهتم بيها واقلل من سهراتي…
وخاصه أنها في شهرها التاسع.. حملتها الي المستشفي بسرعه
دخلت غرفه الولاده.. جعلت تعاني الآلام ساعات طوال.. كنت انتظر
ولادتها بفارغ الصبر. تعسرت ولادتها فانتظرت طويلا حتى تعبت..
فذهبت الي البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني بعد ساعه
اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم احمد فذهبت الي المستشفى فورًا…