حكاية سندريلا كاملة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كان يا ما كان في قَديمِ الزَمان، فَتاۃٌ تُدعی سندريلا تعيش مع عائلتها حياة سعيدةً جداً.
وفي يوم من الأيام تُوفيَت والدتُها الطيبةً وانتهتْ سَعادتُها و ابتسامتها التي كانت لا تفارق وجهها، وبعد مدة من ۏفاة والدة سندريلا تَزوجَ والدُها مِنْ امرأةٍ أُخرَی و كانَ لهذهِ المرأةِ فَتاتانِ مُدللتَانِ وشِريرَتان مثل أمهِمَا، أتيْنَ جَميعاً للعيشِ في المَنزلِ.
أصبحت سندريلا تملكِ أُختَيْنِ وزَوجةَ أب كانت سندريلا فتاة طيبة وجميلةَ جداً، ذات شعر أشقر طويل وعَينَيْنِ زَرقاوَينِ تقضي وقتها مستمتعةُ بِمُساعدةِ الجَميعِ حَولِهَا، وحماية الحيوانات والإعتناء بالنباتات، فكانت محبوبة الجميع لأنها تدخل البهجة في قلوب الناس، لكن الغيرة كانت تشتد في قلب أختيها فصَمَّمتا أنْ يجعلنا حَيَاتها تَعِيسةً، إذ كانتا يتعملنا معها بقساوة كخادمة ويجبرنها على القيام بكُلِّ الأعمَالِ المَنزليةٍِ.
قالت لها زوجة أبيها : لا يمكنكِ أنْ تَبْقَيْنَ مَعنَا فِي نَفْسِ الطَابِقِ المكان المناسب لك هو العِليَةُ.
الزوجة: لا نُريدُ رُؤيتَكِ في الجِوارِ،فَقطْ بَعدَ ذَهابِنَا إلی النَومِ! سَيكونُ رَمَادُ المِدفأةِ كَافٍ لكِ.
اقتنعت سندريلا المِسكينةُ بِقَدرِهَا فكانت كُلَّ لَيْلَةٍ تضل جالسة قُربَ المِدفأةِ مُحاوِلةً تَدْفِئَةَ نَفْسِهَا بِمَا تَبَقَيَ مِنْ جَمْرٍ.
وفي أحد الأيام قرر الملك أن يتنازل عن العرش لولده لكن بشرط أن يتزوج الفتاة المناسبة وقرر الأمير اقامة حفل وأمر بدعوةِ كُلِّ الفَتَياتِ الَّلاتِي بِسِنِ الزَواجِ لِلحُضُورِ في القصر ليختار الفتاة المناسبة للزواج بها، فجأة وقَفَ جُنْدِيٌ عِنْدَ مَنزِلِ سندريلا ليسلم دعوة الحُضُورِ للحَفْلٍ في القَصرِ، بِفَرح شديدٍ قَدَمت الأمُ ابنَتَيهَا المدللتان، فتعجب الجندي وسألها : إذاً مَنْ هَي تلك الفتاةُ التي رأيْتُهَا في المَنزلِ تَمْسَحُ الأرضِيَةَ؟
-- كيفَ نُحْضِرُهَا إلی القَصْرِ؟
-- لا يُهِمْ.
-- عَلَيَّ كِتَابَةُ اسْمِهَا أيضا !!
-- كتابتك لاسمها لَنْ يُشكِلَ فَرْقاً لأنها لا تملك مَلابِسٌ أو أحذيةٌ لِتَلْبَسَهُم في الحفل.
تَوسَلت سندريلا لزوجةَ أبِيهَا !
-- أرجوكِ أعطِنِي فستانا مِنْ فَسَاتِينِ أُخْتَيَ كي أستطيعَ الحُضُورَ أيضاً.
-- سَخِرتِ الثلاثةُ مِنها وطَارَدُوهَا .
أخيراً وَصَلَ يَومُ الحَفلِ وارْتَدَيْنَ مَلابِسَهُن، متوجهات إلی الحَفْلِ وتَرَكْنَ سندريلا خَلْفَهُم بئيسة و الدموع تنزل من عينيها، وبعد لحظات ظَهرَت جِنِيَّةٌ مُضِيئَةٌ أمَامَ سندريلا فكلمتها :
-- لا تَقْلَقي، سَآخُذُكِ إلی الحَفْلِ.
-- مَنْ أنتِ؟
-- أنَا الجِنِيَّةُ الطَيِبةُ أُسَاعِدُ الفَتَيَاتِ ذواتِ القَلب الطيب وأمُكِ تُراقِبُكِ مِنَ الأَعلَى وأرسلَتْنِي لمُسَاعَدَتِكِ.
-- قالت الساحرة هَيَّا بنا للعَمَل، أَحْضِري لي معكي يَقْطِيناً كَبِيرا وسِتَةَ فِئْرَانٍ لنذهب للحفل.
أسرعت سندريلا لتنفذ ما طلبته الجنية منها قامت بإحضار اليَقْطِين، أما أصْدِقَاؤهَا الفِئرَانُ فقد رَكَضُوا للمُسَاعَدِة، فباشرت الجنية العمل و بواسطة عصاها السحرية حَولَتْ اليَقْطِيِنَ إلی عَرَبَةٍ رَائِعَةٍ والفِئْرَانَ الأربَعَةَ إلی خِيُولٍ بَيضاءَ وحَولَت فَأرَاً إلی سَائِقِ للعَربَةِ وآخَرَ إلی خَادمٍ وجَاءَ دَورُ سندريلا لَمَسَتِ الجِنيَّةُ رأسَهَا بِعَصَاها وحَولَتْها إلی أميرة تلمع من شدة جمالها، بعدما أضافت الجنية اللمسات الأخيرة أخبرت سندريلا أن تعود قبل حلول منتصف الليل لأن السحر سيَزُولُ بَعدَ السَاعةِ الثَانيةِ عَشرة ليلا.