رواية صمتي هو عشقك للكاتبة شهد طارق
و فجأة وجدها تدلف من منزلها... وجدته امامها بزيه الرسمى الخاص بعمله. يقف ينتظرها و خلف ظهره شيئا. سلمى بدهشة: مروان انت ايه ال جابك هنا. مروان بحب: جاى اوصل حبيبتى شغلها. سلمى: بس انا على طول بروح لوحدى. مروان: ده لما انا مكنتش موجود لكن انا دلوقتى موجود ولا ايه. سلمى بإبتسامة: ربنا يخليك ليا... مروان: ويخليكى ليا. اتفضلى... اظهر ما خلف ظهره وكان بوكيه كبير من زهرة عباد الشمس ملفوف ببنفسج وكان في قمة الروعة و الجمال. سلمى بدموع فرحة: عرفت ازاى انى بحبه. مروان بعشق: لما الواحد يعشق لازم يهتم بتفاصيل حبيبته. وانتى نصي التانى مش حبيبتى بس. يبقى لازم ابقى عارف كل حاجة عنك مهما كانت صغيرة في نظرك. الحب ما هو إلا تفاصيل يا سلمى. سلمى: وانا بعشقك بكل تفاصيلك. مروان: يلا بينا. سلمى: يلا. وصعدوا معا السيارة. وكان هذا الوقت من امتع أوقاتهم كانوا يستمعون إلى اجمل الاغانى واكتشفت سلمى أنه رومانسي رغم طبيعة عمله. وبعد وقت. كادت أن تنزل فقال لها: هاجى اخدك لما تخلصي. سلمى: ملوش لزوم يا حبيبى كدة هتعبك. مروان بحزم مصتنع: سلمى خلاص قولت كلمة واحدة. سلمى بصوت منخفض: اسفة مقصدش. رفع ذقنها بأنامله قائلا: انتى زعلتى. سلمى: تؤ. مروان: انا كنت كنت بهزر معاكى متزعلش. سلمى بإبتسامة: مزعلتش. مروان بحب: انتى اى حاجة منك مستحيل تتعينى وبعدين انتى هتبقى مرات المقدم مروان ينفع تركب تاكسي. سلمى بحب: لا مينفعش يا سيادة المقدم. مروان: قلب سيادة المقدم. سلمى: يلا باى. مروان: باى يا قمر. وذهب كل منهم إلى عمله وكل منهم في سعادة بالغة. فى منزل داليدا. لم يغفو لها جفن منذ أمس. أعينها حمرواتان مثل اكياس الدم من كثرة البكاء بصمت طوال الليل. تضم ركبتيها إلى صدرها وتستند بذقنها. وتنظر للشرفة بحزن. سمعت دقات باب غرفتها فقلت بصوت مبحوح: ادخل. دخل والدها و تفاجأ من شكلها ولكنه اصتنع الهدوء كى يعرف ما بها. احمد: صباح الفل يا حبيبة بابا. داليدا بإبتسامة وجع: صباح النور يا بابا. احمد: مش هتفطرى يلا. داليدا: ماليش نفس يا بابا. انا كنت عايز اكلم حضرتك في موضوع. احمد بلهفة: ايه ياحبيبتى. داليدا: انا هسافر للمايسترو. احمد بإستغراب: ليه. داليدا: كلمنى من فترة كدة أن فيه هناك فرصة حلوة اتعلم حاجات كتير وممكن اكون شخصية في عالم البيانو كويسة جدا هناك. احمد بحزن: هتسافرى اد ايه. داليدا بصوت مبحوح: ممكن سنة. احمد بحزن: عايزة تبعدى عن بابا سنة يا داليدا. تحبس دموعها لاقصي درجة وتقول: حقك عليا يا بابا بس انا فعلا محتاجة اسافر. احمد بحزن: خلاص براحتك. وخرج من الغرفة. وتنهمت بضيق لأنها تعرف والدها يعشقها منذ الصغر ولا يتركها ابدا. ولكنها بالفعل تحتاج أن تبتعد كى تنسى. يحب أن تبتعد. خرجت من غرفتها ووجدت والدها و الدتها يتناولون الفطور. احلام: مزعلة ابوكى ليه يا داليدا... داليدا بهدوء: عشان قولتلوا انى هسافر للمايسترو. احلام بإستغراب: وانتى هتستافرى ل زاهر ليه. داليدا: قالى من فترة على فرصة كويسة ليا هناك وكنت بفكر. احلام: اها عشان كدة انت زعلان. يا راجل هو نرتاح منها شوية. داليدا: اغس عليكى يا ماما. احلام بضحك: بهزر يا حبيبتى. خلاص يا احمد بئا متزعلش... احمد بجمود: اعملى حسابك الاسبوع الجاى هنسافر البلد لغاية ما داليدا ترجع. احلام بإستغراب: ليه. احمد بجمود: عشان مش هقعد في البيت وهي مش فيه. الحمد لله. وقام من مجلسه وذهب للشرفة. احلام: قومى صالحيه بكلمتين انتى عارفة ابوكى بيحبك ازاى. داليدا بتنهيدة: عارفة. نهضت هي الأخرى وذهبت له. جلست امامه وامسكت بيده وقالت: عشان خاطرى متزعلش انا نفسي اسافر اوى السورية ديه. ومحتاجة اسافرها. عشان خاطر داليدا متزعلش. احمد بجمود طفل صغير: مش زعلان يا داليدا. داليدا: لا انا حبيبة بابا مش كدة. ابتسم بحنو وأخذها بأخضانه قائلا بحنان: طبعا حبيبة بابا وروح قلبه كمان. كنت تود أن تنهار بين احضان والدها لكن حبيت دموعها بأقصى طاقة عندها. خرجت من أحضانه بهدوء وقالت: انا هروح البس عشان اتأخرت على السنتر. احمد: ماشي يا حبيبتى. دخلت سريعا غرفتها وسمحت لدموعها بالانهيار وظلت تبكى في صمت خلف باب غرفتها. يجلس في غرفة البيانو ويعزف. منذ أمس هو أيضا لم يخفض له جفن. ظل طوال الليل يبكى فقط. ومنذ قليل شعر بإشتياقه لها. فذهب إلى غرفة البيانو وظل يعزف. قاسم في نفسه: طب انا اشتقت ليكى من دلوقتى اعمل ايه. مقدرش ارجع في قرارى خلاص جرحتك والحصل حصل. خلاص هفضل لوحدى تانى. خلاص كدة. جثى على ركبتيه وأنهار في البكاء هو الآخر. اصبح المشهد أمامنا هكذا. تجلس وتضم ركبتيها إلى صدرها وتبكى في صمت.