فتحت عينيا على صوت خبط جامد على باب شقتي
لغاية ما افتكرت الشنطة اللي كانت بتولع في أوضتي فجريت عليها
لكن لقيتها مطفيه ومافيهاش نار
ولما دققت فيها لقيت جواها قطعة صخره صغيرة بتلمع كإنه لؤلؤه أو أي حجر كريم
كانت أصغر من عقلة الصباع
فمسكتها بايدي وفضلت أتأملها
وبعدها بدأت اتلفت حواليا كإني بدور عليهم
كنت عارف انها هدية منهم لكن مش عارف دي حلال ولا حرام ولا ايه بالظبط
بس مانكرش إن دار في دماغي تخيلات لحظية بغنى وفلوس ونعيم..
لكن في نفس الوقت افتكرت منير وبنته ومراته واللي جرالهم
وان الحاجه دي جات على حساب موتهم
وإني إتحملت أمانة أخد حقهم والانتقام ليهم من غير اختيار مني ومن غير ما اعرف ازاي هخد الحق ده
فعلى الأقل ما دام مش قادر أو خايف أأدي الأمانه دي
يبقى مارقصش على جثثهم
المهم إني عينت الحجرة دي لغاية ما اشوف هيحصل ايه في حياتي
وبدأت أحاول أتأقلم وابقى في حالي لاني ماعرفش طريقة أواجههم بيها او خايف من مجرد التفكير في ده بعد كل اللي شفته..
ومن وقتها ماعدتش بشوف خيالاتهم ولا عادوا بيظهرولي ولا يكلموني
وقضية الحريقة اتقفلت ماس كهربائي
والحكاية بدأت تهدى وتتنسى والناس تقنع نفسها انه مجرد ماس عشان يعرفوا يعيشوا
لغاية ما سمعت صوت تخبيط في شقة منير بعد يمكن اسبوعين من الحريقة
كنا الصبح بدري لسه
فعملت نفسي مش واخد بالي
وانا فاكر ان اللي استدعاهم منير هم اللي بيعمل الصوت
وقمت جهزت نفسي عادي لشغلي
لكن مجرد ما خرجت من الباب لقيت صنايعيه بيصلحوا في الشقة
ولما نزلت عند البواب عرفت ان صاحب البيت قرر خلاص يصلحها عشان يأجرها من جديد
يومها ماكنتش عارف إيه اللي ممكن يحصل للناس اللي هتأجرها
واللي ساكنين فيها دلوقتي هيكون رد فعلهم ايه،،
عشان يتضح إنهم كانوا راضيين عن تصيين الشقة تمام الرضا
لأن الصنايعيه ماصابهمش أي مكروه لحد ما خلصوا شغلهم او دا اللي كنت أظنه أو ماحسيتش بغير كدة
أما بعد كده فحصل حاجات أغرب
أول ساكن كان شاب أعزب
قضى ليلة والتانية والتالته في الشقة
وكانت الأمور عادية جدا
لكن في الليلة الرابعة
مجرد ما دخل الليل سمعت صرخاته
كان بيصرخ كإنه هيهتك حباله الصوتيه ويقطعها ومن بعدها يتخرس للأبد
كنت بسد وداني شويه وارجع اشيل صوابعي منها والاقيه لسه مواصل بنفس الصريخ العالي وانا مش عارف هل انا اللي سامعه بس ولا كل الناس سامعاه بنفس الطريقة
لان صوت صريخه من وجهة نظري كان يسمع العمارات اللي حوالينا
وعلى الرغم من كده لا حد خرج في بلكونه ولا حد بص من شباك ولا أي ساكن من عمارتنا طلعله..