قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء
فرجع سعد إليه وأعطاه قطعة كعك وقال له أين هو بيتكم أيها الصغير ؟
فذهب معه إلى بيته وعندما دخل دُهشت عيناه مما رأت،
أبٌ مقعد وأمٌ مريضة وست أطفال صغار يتقاتلون على قطعة
خبز يابسة، فلم يتمالك دموعه التي انهمرت من عينيه مرغما،
ودون أن يفكر في زوجته وطفله الجائعين أيضًا،ترك لهم كل
ما بيده من طعام في بيتهم وخرج تسابقه دموعه حاملا كيسه الفارغ معه.
عاد إلى بيته لكنه حينما وصل إلى عتبة بابه لم يستطع الدخول،لم
يمتلك الجرأة على ذلك،لا يحتمل نظرات الجوع في عين أسرته وكيف
ينظر إليهم ولم يعد لديه ما يعطيهم فذهب إلى البحر هناك وتوقف بعيدًا
وحيدًا ينظر إلى عمق البحر وهيبته وما يحمله من أسرارً تحت مياهه.
فيحلم بالكنوز التي في قعره، لعلها تأتي في يده بالصدفة أو يحالفه
حسن الحظ.ظل في حيرته متوقفًا يشتكي همه لربه أمام ذلك للبحر
بلا صوت،يتمشى قليلًا على رمال الشاطئ ويرمي بالأحجار في
العمق وكأنه ينتقم من البحر للكنوز التي فيه.
وكان يملئ الكيس الذي بحوزته بالرمال والقواقع وغيرها وقال
سأعود بها بدل الطعام للبيت حتى أتذكر خيبة أملي.
لم يكن معه أحدٌ على ذاك الشاطئ عدى رجل كبير في السن
يجلس وحيدًا بجانب سيارته الفارهة، إلا أن سعد لم يدر له بالً،
ولم يلتفت له، وبينما هو منعزلً مع أفكاره إذ به فجأة يسمع صوت
أحدهم يستنجد وينادي.نظر سعد هنا وهناك حتى رأى الرجل
المسن ينتفض على الأرض ويتلوى في مكانه من شدة الألم
وكأنه مختنق، ذهب إليه بسرعة ليسعفه،إلا أنه لم يعرف علته.
فسأله: ما حل بك يا سيدي ؟ وماذا تريد ؟
لكن الرجل لم يستطع الكلام وكان يضع يده فوق عنقه،
احتار في أمره والتفت يمينا شمالا وقام يبحث في سيارة
الرجل عله يجد ضالته كدواءه أو ما يساعده.
بحث وبحث حتى وقعت عيناه على بخاخ الربو فعلم بعلته وقام